وفضل جبل أحد على الجملة معلوم مشهور فقد قال عليه الصلاة والسلام أنه يحبنا ونحبه وكان يأنيه وقال انه على باب من أبواب الجنة فترابه يستشفى به وقال الزركشي ينبغي أن يستثني من منع نقل تراب الحرم تربة حمزة رضي الله عنه أي المأخوذة من المسيل الذي به مصرعه لاطباق الخلف والسلف على نقلها للتداوي للصداع.
قال السيد وتربة صهيب أولى بذلك وللطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد هذا جبل يحبنا ونحبه على باب من أبواب الجنة وهذا عير جبل يبغضها ونبغضه على باب من أبواب النار وعير جبل كبير على يسار ذي الحليفة وأنت خارج من المدينة وهو يقابل أحدا إلى ناحية مكة من المدينة وأحد إلى ناحية الشام.
قال السيد وسمي أحد أحدا لتوحده وانقطاعه عن جبال أخرى هنالك أو لما وقع من أهله من نصر التوحيد ولا اسم أحسن من اسم اشتق من الأحدية بخلاف عير الذي هو اسم الحمار المذموم أخلافا والحب في أحد من الجانبين حقيقة كما صححه النووي وغيره ولذا كان من جبال الجنة إذ المرء مع من أحب ولا مانع من وضع الحب فيه كما وقع التسبيح من الجبال وقد خاطبه صلى الله عليه وسلم مخاطبة من يعقل فقال لما أضطرب أسكن أحدا ولا ينكر وصف الجماد بحب الأنبياء ما حنّت الأسطوانة لمفارقته صلى الله عليه وسلم حتى سمع القوم حنينها.
ومما ينبغي لزائر أحد أن يأكل شيئا من نباته فقد روي عن زينب بنت نبيط وكانت تحت أنس بن مالك رضي الله عنهم أنها كانت ترسل أولادها فتقول اذهبوا (١) إلى أحد فأتوني من نباته فإن لم تجدوا إلا عضاها فأتوني به فإن أنس بن مالك رضي الله
__________________
(١) كذا في جميع النسخ وفي الرحلة العياشية ولائدها فتقول أذهبن إلخ وفي الرحلة الناصرية وليدتها فتقول أذهبي إلخ.