المشبهة فيحسن (١) فاعلها بأدبار المحن ، وإقبال المنن ، فيظهر فيه اللهوت ، ويضمحل منه الناسوت ، فإذا تنوب أوصافه عن أوصافه وأفعاله عن أفعاله وذاته عن ذاته ووجوده عن وجوده فليس له ثبوت في عالم الحق فإن استولى عليه ذلك بالمدد ارتقى في المراتب ، وتعالى في الدرجات والمواهب ، وبحسب ذلك تكون مراتب الأولياء وذلك من بحر المعارف وعليها تبنى الشطحات والأمور الربانية الروحانية والأوصاف الملكية وأهل الديوان لا تخلوا أحوالهم ومددهم ومواردهم ومعارفهم ومواجدهم من هذا البسط لأن بسطها إنما يكون من الحقيقة الأحمدية والدائرة المحمدية والنقط النبوية فإن الحروف قد جاءت لمعنى وهي الأعضاء المكسوة بالتكاليف وكلها في جمع الجمع أعني الحقائق ثم إن الأفعال المتصرفة والمنصرفة إنما تكون في مساجد الرفع وهي الشريعة فمن لا شريعة له لا حقيقة له ومن لا حقيقة له فشريعته رسم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون وعند ذلك تناديه حقائق الأكوان إنما نحن فتنة فلا تكفر فإن ترقى نادته هواتف الحق الذي تطلبه أمامك وإن إلى ربك المنتهى.
نعم والله يقول (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) وباب كل شيء بين فأبوابها الحقائق السلوك والترقي (٢) وأخذ العهود وإلا فتنعكس شمسه وينكسف نوره لأن ثدي المعارف لا يثبت ولا يتقوى إلا بغذاء الأرواح فالرضاع عندهم حولين كاملين فإن تصفية النفس وتنوير القلب إنما يكون بالفطام من الهوى ومن الغيبة عن السواء غير أن صاحب التربية لا بد وأن يكون خاليا عن التلوين (٣) منعوتا بنعوت التمكين (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ
__________________
(١) هنا بياض في نسختين وفي نسختين لم ينبه عنه وفيهما فيحس ولعله الأصوب.
(٢) كذا في نسخة وفي ثلاث التربي.
(٣) كذا في جميع النسخ.