الْمُنْكَرِ) الآية بيد أن المطمئن يداوي المتحرك.
وقد قال أبو علي الثقفي لو أن رجلا بلغ العلوم كلها وصاحب طوائف الناس لا يبلغ مبلغ الرجال إلا بشيخ عارف أو أخ ناصح أو مفت محقق وإلا فلا تعبأنّ به فليس من الله في شيء انظر القشيري ولذا قال بعضهم من لم يكن له شيخ كان الشيطان شيخه لأن النفس كثيرة التلبس عظيمة الخدع والمكر توهم الإنسان أنه صادق وهو كاذب وانه موف بعزمه وهو ناكث إلى غير ذلك من أوصافه الذميمة وهذه العلوم من خزائن الغيب تنبع في القلوب وتظهر في الفهوم من غير مفتاح بل هي لدنية وهيبة صمدانية فردانية إلهية ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا رأي حكمة أعظم من هذه فتكون على حسب الفضل قل بفضل الله وبرحمته وأهل هذا الشأن يسرعون بالجواب ، لزوال الحجاب ، لفتح (١) رب الأرباب.
تتمة إنما ذكرت هذا الكلام ، من فتح الرحيم العلام ، إذ هو فيض إلهي من خزائن الغيب ، وعطاء الغيب ، فأعرضت عن ذكر التحفة التي ذكرها شيخنا المذكور لما فيها من التشابه ووشحت هذه النبذة بما يقرب للإفهام ، ولا تزل فيه الأوهام ، وقد علمت أن عجائب القرآن لا تنقضي وقد قال شيخنا المذكور ما نصه.
قال الإمام أبو سالم.
لطيفة أخبرنا الشيخ شهاب الدين رئيس الموقتين بالمدينة المشرفة أن والده لما كان في الأسر تكلم مع راهب من رهبانهم فقال له الراهب أنكم معشر المسلمين تزعمون أن كتابكم لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها فقال له الشيخ تاج الدين نعم نقول بذلك فقال له أين تجد في كتابكم أسمي فقال له ما اسمك فقال له كبك فأخرج له تاج
__________________
(١) في نسخة بفتح.