آمين.
ونظائر هذه الحكايات والاستنباطات كثيرة يتعاطاها أربابها على أن التسلق على مصل هذا وتعاطي فهمه من القرآن مما لا ينبغي إلا لذي بصيرة نورانية يصدق كشفه فتحه وإلا فالهجوم عليه ببضاعة العقل خطر فإن الواقع قد لا يكون كذلك فيؤدي إلى نسبة شبه الكذب لخبر الله تعالى وأن بالفحوى والإشارة والقرآن ينزه عن مثل ذلك فإن الله تعالى ما أنزله على عبده لهذا وإن كان موجودا فيه وإنما أنزله هدى وموعظة وذكرى لأولي الألباب فاستعمال الفكر في معانيه التي حض الله عليها ورسوله أولى من استعماله في أمثال هذه الأمور التي لم يرد عن الشارع ولا عن السلف الصالح اعتبار جنسها في أمثال هذه الأمور وأن اعتبرها بعض السلف لكن في غير هذا الجنس كاستخراج ابن عباس رضي الله عنه تعيين ليلة القدر من بعض آيات سورته وأما المتأخرون فمنهم من اعتبره في هذا الجنس كاستخراج بعضهم فتح بيت المقدس على يد صلاح الدين ابن أيوب من قوله تعالى : (غُلِبَتِ الرُّومُ) إلى قوله : (فِي بِضْعِ سِنِينَ) إلا أنه أمر نادر لا ينبغي أن يعتمد وذو الحال الصحيح ، والكشف الصريح ، لا ينبغي أن يقتدي به والله الموفق للصواب اه وإياك وأن تقفو ما ليس لك به علم فتقع في مهواة لا قعر لها من العطب حذرا حذرا.
ومن التقينا به بالمدينة خطيب الحرم الشيخ إسماعيل قرأنا عليه حديث إنما الأعمال بالنيات فأجازني ونص إجازته أحمد الله سبحانه ونسأله أن يصلي ويسلم على نبيه وأشرف خلقه مولانا محمد وآله وصحبه وإتباعه وأحبابه أخذت قراءة القرآن والحديث عن العارف بالله تعالى الشيخ علي الشمولسي (١) عن الشيخ الحلبي صاحب السيرة عن القاضي شمهورش عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد أجزت الشيخ
__________________
(١) كذا في ثلاث نسخ وفي نسخة الشبراملسي وفي الرحلة الناصرية الشمولي.