وكساه أيضا من ملوك العجم السلطان شاه رخ صاحب شيزار بعد مراسلته واستئذانه لملوك مصر وإرسال الكسوة إلى مصر ، ثم وصلت إلى مكة صحبة الحاج وذلك سنة خمس وخمسين وثمانمائة (١).
وكساه أيضا السلطان محمود بن سبكتكين الديباج الأصفر ، وذلك فى سنة ست وستين (٢) وأربعمائة.
فوائد :
الأولى : كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه ينزع ثياب الكعبة فى كل سنة فيقسمها على الحاج.
الثانية : ذكر بعض العلماء حكمة حسنة فى سواد كسوة الكعبة ، فقال : كأن البيت يشير إلى أنه فقد أناسا كانوا حوله فلبس السواد حزنا عيهم.
الثالثة : ممن كسا الكعبة من غير الملوك أم العباس بن عبد المطلب كستها الحرير ، وسبب ذلك أنها أضلت العباس وهو صغير فنذرت إن وجدته أن تكسو الكعبة فوفت بذلك ، وهى أول عربية كستها الحرير (٣).
ومنهم الشيخ أبو القاسم رامشت صاحب الرباط بمكة كساها الحبرات وغيرها ، وكانت كسوته بثمانية عشر ألف دينار وقيل بأربعة آلاف دينار وذلك فى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة (٤). ورباطه المذكور يعرف الآن برباط ناظر الخاص على يمين الخارج من باب الحزورة أحد أبواب المسجد الحرام ، ويقال : إن عدنان كساها أيضا كذلك وخالد بن جعفر ابن كلاب.
__________________
(١) إخبار الكرام ص ١٦١.
(٢) كذا فى الأصلين ، ومثله لدى الأسدى ، وهو ينقل عن المؤلف. وفيه نظر ، لأن محمود بن سبكتكين مات سنة ٤٢١ ه.
أبو المحاسن موضحا : «وفى سنة ٤٦٦ ه ، ورد إلى مكة إنسان عجمى يعرف بسلار من جهة جلال الدولة ملكشاه ، ومعه للبيت كسوة ديباج أصفر ، وعليها اسم محمود بن سبكتكين وهى من استعماله ، وكانت مودعة بنيسابور من عهد محمود بن سبكتكين عند إنسان يعرف بأبى القاسم الدهقان ، فأخذها الوزير نظام الملك وأنفذها مع المذكور» (النجوم الزاهرة ج ٥ ص ٩٥).
(٣) إخبار الكرام ص ١٥٩.
(٤) إخبار الكرام ص ١٦٢.