وخالفهما السبكى وأفتى بالحل ، وقال : إن المنع لا سيما فى الكعبة بعيد وغريب فى المذاهب كلها ، قل من ذكره. فلا وجه له ولا دليل يعضده. وهذا فى التحلية بصفائح النقدين ، وأما التمويه فلا أمنع من جريان خلاف فيه لأن فى ذلك إفساد مالية. انتهى. ونقل الإمام أبو الليث السمرقندى من أئمتنا إباحة ذلك عن أبى حنيفة رضى الله عنه ، ثم قال : وعندى أنه لا بأس به إذا لم يكن من غلة المسجد.
ذكر معاليق البيت الشريف
وما أهدى إليه فى معنى الحلية (١)
أخرج الأزرقى رحمهالله فى «أخبار مكة» أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما فتح مدائن كسرى ، كان مما بعث إليه هلالان من الذهب ، فبعثهما عمر إلى الكعبة وعلقهما فى جوفها (٢).
وبعث عبد الملك بن مروان بشمستين وقدحين من قوارير. وبعث ابنه الوليد بقدحين أيضا. وبعث الوليد بن يزيد بن عبد الملك بهلالين أيضا وبالسرير الزينبى (٣). وبعث السفاح بصحفة خضراء ، وبعث المنصور بالقارورة الفرعونية. وبعث المأمون بياقوتة فاخرة. وبعث الخليفة المتوكل العباسى بشمسة من ذهب مكللة بالدر الفاخر والياقوت والزبرجد ، وسلسلة من ذهب (٤).
وبعث بعض الملوك لما أسلم بصنم من ذهب كان يعبده على صورة إنسان ، وبالتاج الذى كان على رأس الصنم ، وبالسرير الذى كان يوضع عليه. هذا ملخص ما ذكره الأزرقى(٥).
__________________
(١) فى المطبوع : «وما أهدى بعد مضى الجاهلية» والمثبت رواية : د ، وشفاء الغرام.
(٢) أخبار مكة للأزرقى ج ١ ص ٢٢٤.
(٣) تحرف فى المطبوع إلى : «الرسى» والمثبت رواية د ، والأزرقى.
(٤) أخبار مكة للأزرقى ج ١ ص ٢٢٤ و ٢٢٥.
(٥) أخبار مكة للأزرقى ج ١ ص ٢٢٥.
(٦) شفا الغرام ج ١ ص ١٩٠.
(٧) شفا الغرام ج ١ ص ١