الباب الخامس
فى فضل الطواف بالبيت المشرف والطائفين به
وفضل النظر إليه وبيان المواضع التى فيها صلى النبى صلىاللهعليهوسلم
حول البيت وبيان جهة المصلين إليه من سائر الآفاق
وذكر وليطوفوا بالبيت العتيق
قال جل اسمه لخليله عليهالسلام : (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) (سورة الحج : ٢٦) وقال تعالى وتقدس : (وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) (سورة البقرة : ١٢٥) الآيات ، واختلف فى معنى التطهير ، فقيل طهره من الآفات والريب. وقيل من الأوثان فلا ينصب حوله وثن. وقال السدى. معنى طهرا بيتى : أمنا بيتى وقيل غير ذلك. وقد سبق بعض الكلام على ذلك فى أول الكتاب.
(وأما الأحاديث) فأكثر من أن تحصى (فمن ذلك) : ما روى عن النبىصلىاللهعليهوسلم أنه قال : من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه ـ وفى رواية يحصيه ـ كان كعتق رقبة. ومعنى أحصاه أو يحصيه : قال بعض العلماء : يتحفظ فيه أن لا يغلط.
وعنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال من طاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين وشرب من ماء زمزم غفرت له ذنوبه بالغة ما بلغت. أخرجه الواحدى فى «تفسيره».
وعنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : إذا خرج المرء يريد الطواف بالبيت أقبل يخوض فى الرحمة ، فإذا دخل غمرته ، ثم لا يرفع قدما ولا يضعها إلا كتب الله له بكل قدم خمسمائة حسنة وحط عنه خمسمائة سيئة ورفعت له خمسمائة درجة ، فإذا فرغ من الطواف فصلى ركعتين دبر المقام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، وكتب له أجر عشر رقاب من ولد إسماعيل ، واستقبله ملك على الركن ، وقال له : استأنف العمل فيما تستقبل فقد كفيت ما مضى وشفع فى سبعين من أهل بيته. أخرجه الأزرقى (١) وغيره.
__________________
(١) أخبار مكة للأزرقى ج ٢ ص ٤.