فإذا ابتدأ بالحجر وجعل البيت على يساره كان قد ابتدأ باليمين والوجه معا فيجمع بين الفاضلين ، ولو عكس ذلك فاته الجمع المذكور ، ويمين البيت جميع الحائط الذى بين الركنين الأسود واليمانى ويسار البيت الحائط الذى عند الحجر ـ بكسر الحاء ـ ودبر البيت الحائط الذى فيه الباب المسدود. وإنما سمى الشام لأنه على شمال البيت ، واليمن لأنه على يمين البيت. وسميت ريح الدبور لأنها تأتى من دبر البيت. وريح الشمال لأنها تأتى من شمال البيت.
الثالثة : كان النساء والرجال يطوفون معا مختلطين حتى ولى مكة خالد بن عبد الله القسرى لعبد الملك بن مروان ففرق بين الرجال والنساء وأجلس عند كل ركن حرسا معهم السياط ، وسببه أنه بلغه قول بعض الشعراء :
يا حبذا الموسم من موفد |
|
وحبذا الكعبة من مشهد |
وحبذا اللاتى يزاحمننا |
|
عند استلام الحجر الأسود |
فقال. أما إنهن لا يزاحمنك بعد ، فأمر بالتفريق (١).
الرابعة : أول من استصبح لأهل الطواف فى المسجد عقبة بن الأزرق بن عمرو ، وكانت داره لاصقة بالمسجد من ناحية وجه الكعبة ، فكان يضع فى جدار داره مصباحا كبيرا يضىء على وجه الكعبة أخرجهما الأزرقى (٢).
فروع : الأول : قال الجد : الآتى بأسبوع بسكينة ووقار وتؤدة بحيث يطوف غيره أسابيع فى زمن طوافه الأسبوع مع تساوى أوصافهما فى الحضور والخشوع هل يستويان؟ قال المحب الطبرى : هذا يبنى على أن طول القيام فى الصلاة أفضل أم تكثير الركعات وهو يقتضى أفضلية الأسبوع. قال النسائى : ونص عليه الشافعى.
أقول : وهو مقتضى مذهب محمد بن الحسن من أصحابنا حيث قال : طول القنوت أحب إلى من كثرة الركوع والسجود ، وهو محمول على المنفرد لقوله صلىاللهعليهوسلم : من أم قوما
__________________
(١) أخبار مكة للأزرقى ج ٢ ص ٢٠.
(٢) أخبار مكة للأزرقى ج ٢ ص ٢٤٧.