فى زمن الناصر فرج ، وذلك بعد أن سقطت فى سنة تسع وثمانمائة لأن السقوط يستدعى تقدم البناء قبل ذلك (١).
ولو وقف الفاسى على من أنشأ ذلك لذكره كما هو دأبه فى استيفاء الكلام وتبيين الأمور على أحسن الوجوه وأكملها. انتهى.
وكانت منائر أخر فى غير المسجد الحرام على رءوس الجبال يؤذن فيها ، نقله الفاسى عن الفاكهى. فمن ذلك على جبل أبى قبيس أربع منائر ، وعلى رأس الجبل (٢) الأحمر المقابل له منارة ، وعلى الجبل المشرف على شعب ابن عامر منارة ومن ذلك منارة تشرف على المجزرة ، ومنارة على جبل تفاحة ، ومنارة على جبل خليفة بن عمر البكرى ، ومنارة على كدىّ بضم الكاف تشرف على وادى مكة. (فهذه المنائر) كلها تنسب إلى عبد الله بن مالك الخزاعى من خدام أمير المؤمنين هارون الرشيد. ولبغا مولى أمير المؤمنين عدة منائر أيضا من ذلك منارة على رأس الفلق ، ومنارة على الأحمر ، ومنارة على جبل خليفة كما لعبد الله ، ومنارة على جبل المقبرة ، ومنارة على جبل الحزورة ، ومنارتان على جبل عمر بن الخطاب ولعله المسمى بالنوبى ، ومنارة على جبل الأنصار الذى يلى أجياد ، ومنارة على ثنية أم الحارث المشرف على الحصحاص ، وسيأتى تعريفه وموضعه فيما بعد إن شاء الله تعالى ، ومنارة على الجبل المشرف على الخرمانية ، ومنارة مشرفة على الخضير أو بئر ميمون ، ومنارة بمنى عند مسجد الكبش ، فهذه كلها لبغا وكان لهذه المنائر فيما مضى أناس يؤذنون للصلاة تجرى عليهم الأرزاق فى كل شهر. ثم قطع ذلك لتغيير الأحوال وتطاول الأزمان. والله أعلم (٣).
ذكر ذرع المسجد الحرام والزيادتين
نقل الأزرقى أن ذرع المسجد الحرام مكسرا مائة ألف ذراع وعشرون ألف ذراع (٤). وأما طول المسجد الحرام وعرضه فقد حرره الفاسى رحمهالله بذارع الحديد ، فكان طوله من وسط جداره الغربى الذى هو جدار رباط الخوزى ـ بضم الخاء المعجمة وبعدها واو ثم زاء معجمة ـ إلى وسط جداره الشرقى الذى عند باب الجنائز مع المرور فى نفس الحجر
__________________
(١) شفاء الغرام ج ١ ص ٣٨٦.
(٢) سقطت من المطبوع.
(٣) شفاء الغرام ج ١ ص ٣٨٧ و ٣٨٨.
(٤) أخبار مكة للأزرقى ج ٢ ص ٨١.