فصل فى آداب الشرب من زمزم
وما ينبغى أن يقال عند ذلك
قال العلماء رحمهمالله : من أراد أن يشرب من ماء زمزم فينبغى له أن يأخذ السقاء بيده اليمنى ويستقبل الكعبة الشريفة ويقول : اللهم إنه بلغنى عن نبيك صلىاللهعليهوسلم أنه قال : ماء زمزم لما شرب له ، اللهم إنى أشربه لكذا ويذكر ما يريد ثم يشرب ويتنفس ثلاثا ، ويسمى الله فى ابتداء كل مرة ويحمده عند فراغها لما روى أن محمد بن عبد الرحمن بن أبى بكر قال : كنت عند ابن عباس رضى الله عنهما فجاءه رجل ، فقال له : من أين جئت؟ قال : من زمزم قال : فشربت كما ينبغى؟ قال : وكيف ذلك؟ قال : إذا شربت منها استقبل الكعبة واذكر اسم الله عزوجل ثم تنفس ثلاثا وتضلع منها ، فإذا فرغت فاحمد الله تعالى فإن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم. رواه البيهقى من طرق.
وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه كان إذا شرب من ماء زمزم قال : اللهم إنى أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. قال العلماء : ولا يقتصر على هذا الدعاء بل يدعو بما أحب من أمور الدنيا والآخرة ويجتنب الدعاء بما فيه مأثمة (١).
وعن سويد بن سعيد قال : رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم واستقى منها ثم استقبل الكعبة فقال : اللهم إن ابن أبى الموالى حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : ماء زمزم لما شرب له ، وأنا أشربه لعطش يوم القيامة ثم شرب.
فائدة : أخرج الأزرقى رحمهالله أن فى بئر زمزم ثلاث عيون : عين حذاء الركن الأسود ، وعين حذاء أبى قبيس والصفا ، وعين حذاء المروة.
ونقل الفاكهى عن العباس بن المطلب عن كعب الأحبار أن العين التى تجرى من جهة الحجر الأسود هى أغزر العيون الثلاثة : قال الجد رحمهالله : إنها من عيون الجنة ، والله أعلم.
__________________
(١) شفاء الغرام ج ١ ص ٤١٤.