وروى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يصلى بمكة إلى الكعبة ثم أمر بالصلاة إلى صخرة بيت المقدس بعد الهجرة تألفا لليهود ثم حول إلى الكعبة.
قال النسفى : أى وما جعلنا القبلة التى تحب أن تستقبلها الجهة التى كنت عليها أولا بمكة الا امتحانا للناس وابتلاء لنعلم الثابت على الإسلام الصادق فيه ممن هو على حرف ينكص على عقبيه لقلقه فيرتد ، فقد ارتد عن الإسلام عند تحويل القبلة جماعة. انتهى.
والمراد بقوله : (شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) بمعنى المحرم هو الكعبة. قال الكواشى : وذكر النسفى أن المراد جهته وسمته أى جعل تولية الوجه تلقاء المسجد وشطره نصب على الظرف أى نحوه ، لأن استقبال عين القبلة متعسر على النائى.
وذكر المسجد الحرام دون الكعبة دليل على أن الواجب مراعاة الجهة دون العين. انتهى ، وقوله : (وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُ) (سورة البقرة : ١٤٤) قال الزمخشرى أى إن التحويل إلى الكعبة هو الحق لأنه كان فى بشارة أنبيائهم برسول اللهصلىاللهعليهوسلم أنه يصلى إلى القبلتين.
مطلب : تحويل القبلة
فائدة : قال العلامة شهاب الدين أبو الفضل بن العماد الأقفهسى فى الدرة الضوية فى هجرة خير البرية : كان تحويل القبلة فى السنة الثانية من الهجرة. ثم قال : قال النووى ناقلا عن محمد بن حبيب الهاشمى : حولت القبلة فى ظهر يوم الثلاثاء نصف شعبان ، كان النبى صلىاللهعليهوسلم فى أصحابه فحانت صلاة الظهر فى منازل بنى سلمة ـ بكسر اللام ـ فصلى بهم ركعتين من الظهر فى مسجد القبلتين إلى بيت المقدس ، ثم أمر وهو فى الصلاة باستقبال الكعبة وهو راكع فى ثالثة فاستدار واستدارت الصفوف خلفه صلىاللهعليهوسلم ، فأتم الصلاة ، فسمى مسجد القبلتين.
وكان صلىاللهعليهوسلم مأمورا بالصلاة إلى بيت المقدس مدة مقامه بمكة وبعد الهجرة بستة عشر شهرا أو سبعة عشر ، ثم قال ـ أعنى ابن العماد : قول النووى أنه صلىاللهعليهوسلم كان مأمورا باستقبال بيت المقدس مدة إقامته بمكة قد جزم البغوى بخلافه فقال فى تفسير قوله تعالى : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ) (سورة البقرة : ١٤٤) الآية ، كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه يصلون