محل ذكرها ولا نحن بصددها ، واستمر السيد جازان بمكة إلى آخر ذى القعدة من السنة المذكورة ، فبلغه وصول التجريدة من قبل السلطان الغورى ، وباشتها الأمير الكبير المعروف بقيت الرّجبىّ ـ بالجيم ثم الموحدة ـ بسبب ما فعله السيد جازان من نهب مكة ، ونهب الحاج الشامى والمصرى ، فخرج من مكة هاربا.
فعاد السيد بركات إلى مكة وواجه أمير التجريدة ، فقبض عليه وتوجه به إلى القاهرة فى أوائل سنة تسع وتسعمائة.
ثم عاد السيد جازان إلى مكة ، واستمر بها إلى يوم الجمعة عاشر رجب سنة تسع ، فقتله الأتراك الشراكسة بالمطاف.
ثم وليها بعده السيد حميضة بن محمد ، واستمر إلى أواخر المحرم أو أوائل صفر من سنة عشر وتسعمائة ، فعزل.
ثم وليها أخوه السيد قايتباى بن محمد بإشارة من أخيه السيد بركات ، واستمر متوليا موافقا لأخيه السيد بركات مستضيئا برأيه إلى أن توفى إلى رحمة الله تعالى فى يوم الأحد الحادى والعشرين من صفر عام ثمان عشرة وتسعمائة بأرض حسان بوادى مر ، وحمل إلى مكة ودفن بها.
ثم استولى السيد بركات بعد موته على مكة إلى شهر شعبان من هذه السنة. ثم أرسل ولده مولانا السيد أبا نمى بن بركات إلى الديار المصرية ، فوصلها وقابل السلطان قانصوه الغورى ، فأكرمه وعظمه وأنعم عليه بإمرة مكة ، ثم عاد إليها شريكا لأبيه ، وكان وصوله فى أواخر ذى القعدة الحرام بين يدى الحاج من السنة المذكورة ، واستمر كذلك إلى أن كان عام ثلاث وعشرين فاستولى مولانا الخنكار (١) الأعظم سليم خان بن عثمان على الديار الشامية والمصرية والحرمين الشريفين ، وجهز قاصدا إلى مكة للسيد بركات والسيد أبى نمى باستقرارهما على إمرة مكة ، فتجهز حينئذ مولانا السيد أبو نمى وسافر إلى القاهرة ، وقابل السلطان فأكرمه واحترمه وأقره هو ووالده على إمرة مكة.
ثم عاد إلى مكة ، واستمر شريكا لأبيه إلى أن أذن الله بوفاة مولانا السيد بركات فى
__________________
(١) الخنكار : أحد ألقاب السلطان العثمانى ، وتعنى : مبدع العالم.