الحضرمى المعروف عند أهل مكة بجبل النوبى أسفل مكة ويسمى ثبير الزنج ، كما سيأتى. يقال : إن سيدنا عمر بن الخطاب ولد به. قال الفاسى : ولا أعلم فى ذلك شيئا يستأنس فيه إلّا أنّ جدّى لأمّى (١) القاضى أبا الفضل النويرى كان يزور هذا الموضع فى جمع من أصحابه فى ليلة الرابع عشر من شهر ربيع الأول فى كل سنة فى الغالب ، والله أعلم بحقيقة ذلك (٢).
ومنها : موضع بالدار المعروفة بدار أبى سعيد وتعرف أيضا بدار الدقوقى ـ بقافين بينهما واو ـ بالقرب من دار العجلة ، يقال له مولد جعفر الصادق. ونقل الفاسى رحمهالله : أن على بابه حجرا مكتوبا عليه : هذا مولد جعفر الصادق ودخله النبى صلىاللهعليهوسلم ثم قال : ويقال له : جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه ، والله أعلم بحقيقة ذلك (٣). انتهى.
ذكر الدور المباركة
ومنها : دار أبى بكر الصديق رضى الله عنه وهى بزقاق الحجر معروف عند أهل مكة ، وعلى بابها حجر مكتوب فيه : هذه دار صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى الغار ورفيقه فى الأسفار أبى بكر الصديق (٤).
وتسمى أيضا بدكان أبى بكر ، يقال : إنه كان يبيع فيه الخز ، وأسلم فيه جمع من الصحابة ، منهم : على وعثمان وطلحة والزبير. وفى جدار هذا المكان أثر مرفق النبىصلىاللهعليهوسلم ولهذا يسمى بزقاق المرفق أيضا.
ويقابل هذه الدار جدار فيه حجر مبارك بارز عن الحائط قليلا يتبرك الناس بلمسه ، يقال : إنه كان يسلم على النبى صلىاللهعليهوسلم كلما اجتاز عليه. قال الفاسى رحمهالله : وهذا الحجر إن صح سلامه على النبى صلىاللهعليهوسلم ، فلعله المعنى بقوله صلىاللهعليهوسلم : إنى لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علىّ ليالى بعثت (٥).
__________________
(١) تحرف فى المطبوع إلى : «لاقى» وصوابه لدى الفاسى الذى ينقل عنه المصنف.
(٢) شفاء الغرام ج ١ ص ٤٣٥.
(٣) شفاء الغرام ج ١ ص ٤٣٦.
(٤) شفاء الغرام ج ١ ص ٤٣٨.
(٥) شفاء الغرام ج ١ ص ٤٣٩ ، والحديث أخرجه مسلم رقم ٢٢٧٧ فى كتاب الفضائل ، باب فضل نسب النبى صلىاللهعليهوسلم وتسليم الحجر عليه قبل النبوة.