مشهور. والمراد بالكبش هو الذى فدى به الذبيح إسماعيل أو إسحاق على الخلاف فى ذلك. ونقل الفاسى عن الفاكهى رحمهماالله تعالى ما يقتضى أن الكبش نحر فى غير هذا الموضع بين الجمرتين. ويؤيده ما أخرجه الطبرى عن ابن عباس أن النبى صلىاللهعليهوسلم نحر فى منحر الخليلعليهالسلام الذى نحر فيه الكبش المفدى (١) به. ثم بينه الطبرى فقال : وذلك فى سفح الجبل المقابل له ـ يعنى ثبيرا ـ وأراد بذلك الموضع الذى عند مسجد النحر المتقدم آنفا والله أعلم بالحقائق.
ومنها : مسجد عائشة رضى الله عنها وهو بسفح ثبير أيضا فوق مسجد الكبش المذكور. وهو غار لطيف عليه بناء دائر ويسمى معتكف عائشة وبيت أم المؤمنين.
ومنها : مسجد الخيف المشهور بمنى ، وهو مسجد عظيم الفضل وقد وردت فى فضله أحاديث وآثار فمن ذلك ما أخرجه الطبرانى فى «معجمه الأوسط» عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجد الخيف والمسجد الحرام ، ومسجدى» وإسناده ضعيف كما نص عليه الحفاظ. وإنما ذكرته لغرابته ولجواز العمل به فى فضائل الأعمال كما ذكره النووى وغيره من علماء الحديث. وأخرج أيضا فى «معجمه الكبير» عن ابن عباس رضى الله عنهما عنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال «صلى فى مسجد الخيف سبعون نبيا منهم موسى» وكذا أخرجه الأزرقى أيضا. وفى رواية عن مجاهد خمسة وسبعون نبيا ، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : فى مسجد الخيف قبر سبعين نبيا (٢).
وأما الآثار : فروى الشيخ العلامة مجد الدين صاحب «القاموس» فى كتابه «الوصل والمنى فى بيان فضل منى» بسند جيد عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه كان يقول لو كنت من أهل مكة لأتيت مسجد منى كل سبت. وأخرج الأزرقى عن أبى هريرة بلفظ : لو كنت من أهل مكة لأتيت مسجد الخيف كل سبت. وفى آخر عنه أخرجه الجندى : لو كنت امرأ من أهل مكة ما أتى على سبت حتى آتى مسجد الخيف فأصلى فيه (٣).
وأما تعيين مصلى النبى صلىاللهعليهوسلم من مسجد الخيف فأخرج الأزرقى بسنده إلى جده أن
__________________
(١) الزهور المقتطفة ص ١٥٤.
(٢) شفاء الغرام ج ١ ص ٤٢٣.
(٣) شفاء الغرام ج ١ ص ٤٢٤.