الأحجار التى بين يدى المنارة هى موضع مصلاه صلىاللهعليهوسلم (١). والمراد بالمنارة هى الصغيرة التى فى وسط المسجد الملاصقة لجدار القبة الكبيرة لا المنارة التى على الباب ، والمحراب الذى فى القبة هو موضع مصلاه صلىاللهعليهوسلم ، لأنه فى موضع الأحجار التى ذكرها الأزرقى (٢). كذا نقله الجدرحمهالله.
ومنها : بلحف الجبل المشرف على مسجد الخيف المسمى بالضب ـ بمعجمة وموحدة ـ نقله الصغانى. وبالصفايح أيضا ـ بصاد مهملة آخره تحتية ومهملة ـ وقيل : الصابح ـ بمهملتين بينهما ألف وموحدة قاله الأزرقى ـ مسجد لطيف يمانى مسجد الخيف فيه غار به أثر يقال إنه أثر رأس الرسول صلىاللهعليهوسلم.
أخرج ابن جبير أن النبى صلىاللهعليهوسلم جلس بهذا الغار مستظلا فيه فمس رأسه الكريم الحجر فلان حتى أثر فيه تأثيرا بقدر دورة الرأس ، فصار الناس يبادرون بوضع رءوسهم فى هذا الموضع تبركا واستجارة لرءوسهم بموضع مسه الرأس الكريم أن لا تمسها النار برحمة الله عزوجل(٣). انتهى.
ويعرف بغار المرسلات وهو مشهور به إلى هذا الوقت وفى «صحيح البخارى (٤)» فى باب ما يقتله المحرم من الدواب من رواية ابن مسعود أنه قال «بينما نحن مع النبىصلىاللهعليهوسلم فى غار بمنى إذ نزلت عليه (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) وإنه ليتلوها وإنى لأتلقاها من فيه وإنّ فاه لرطب بها ، إذ وثبت علينا حية ، فقال النبى صلىاللهعليهوسلم : اقتلوها فابتدرناها فذهبت. فقال النبى صلىاللهعليهوسلم : وقيت شرّكم كما وقيتم شرّها».
فائدة : من عجيب الاتفاق أن الشيخ مجد الدين الشيرازى صاحب «القاموس» دخل إلى الغار فى جماعة أصحابه وقرأوا سورة المرسلات ، فخرجت عليهم منه حية ، فابتدروها ليقتلولها فهربت (٥).
ومنها : مسجد عرفة الذى يصلى فيه الإمام ، وهو مشهور لا يحتاج إلى مزيد بيان ،
__________________
(١) أخبار مكة للأزرقى ج ١ ص ١٧٤.
(٢) رحلة ابن جبير ص ١٤١.
(٢) رحلة ابن جبير ص ١٤١.
(٣) ج ٤ ص ٢٩ فى الحج ، باب ما يقتل من الدواب.
(٤) شفاء الغرام ج ١ ص ٤٥٢.