وفى كتاب العتيقى : ابن خمس وأربعين ، لتسع وعشرين من رجب. قاله الحسين ، وجمع : بأن ذلك حين حمى الوحى وتتابع. وقيل : إسرافيل عليهالسلام وكل به صلىاللهعليهوسلم ثلاث سنين قبل جبريل عليهالسلام (١).
وأنكر ذلك الواقدى ، وصححه الحاكم. فقال : «أبشر يا محمد ، وأنا جبريل أرسلت إليك ، وأنت رسول هذه الأمة. ثم أخرج لى قطعة نمط ، فقال : اقرأ. قلت : والله ما قرأت شيئا قط. فقال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) [العلق : ١ ـ ٥] ثم قال : انزل عن الجبل. فنزلت معه إلى قرار الأرض ، فأجلسنى على درنوك وعليه ثوبان أخضران ، ثم ضرب برجله الأرض فنبعت عين ماء ، فتوضأ منها جبريل عليهالسلام ، ثم أمر النبى صلىاللهعليهوسلم ، فتوضأ كذلك. ثم قام وصلى بالنبى صلىاللهعليهوسلم. ثم انصرف جبريل. وجاء عليهالسلام إلى خديجة رضى الله عنها. فأمرها فتوضأت وصلى بها كما صلى به جبريل عليهالسلام».
وكان ذلك أول فرض الصلاة ركعتين ، ثم إن الله تعالى أقرها فى السفر ركعتين كذلك وأتمها فى الحضر.
وقال مقاتل : كانت الصلاة أول فرضها ركعتين بالغداة ، وركعتين بالعشى.
وذكر أبو نعيم «أن جبريل وميكائيل عليهماالسلام : شقا صدره وغسلاه ، ثم قالا : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ)».
وعن ابن عباس رضى الله عنهما «أول شىء رأى النبى صلىاللهعليهوسلم من النبوة أنه قيل : له استتر ـ وهو غلام ـ فما رؤيت عورته صلىاللهعليهوسلم بعد».
وكان أول من آمن بالله وصدق : خديجة رضى الله عنها.
ثم فتر الوحى فترة حتى شق عليه صلىاللهعليهوسلم وأحزنه ، فجاءه جبريل بسورة الضحى (٢).
وكان أول ذكر آمن بعدها : أبو بكر رضى الله عنه ، وقيل : على رضى الله عنه ، ثم زيد بن حارثة رضى الله عنه ، ثم أسلم عثمان بن عفان رضى الله عنه.
__________________
(١) انظر : (سيرة ابن هشام ١ / ٢١٦ ، البداية والنهاية ٣ / ٤ ، إمتاع الأسماع ١ / ٣٩ ، الوفا ١٤٧ ، دلائل النبوة للبيهقى ٢ / ٢٤٨).
(٢) انظر : (صفة الصفوة ١ / ٨٠ ، البداية والنهاية ٣ / ١٧ ، تفسير الطبرى ٣ / ٢٣٢ ، إمتاع الأسماع ١ / ٤٠ ، الوفا ١٥٧).