فى التشبيه فى الحسن وجهه كالشمس فى الإشراق والاستدارة اللذين هما مرجع الحسن وفى القبح وجهه كالقرمود الأخضر فى شكله ولونه اللذين هما مرجع القبح فيه ، وكالضحك والبكاء الراجعين إلى مجموع الحركة ، والشكل فى الفم فيقال عند التشبيه فى الضحك على وجه المدح : فمه فى ضحكه كالأقحوان عند انفتاحه ، وفى البكاء على وجه الذم : فمه فى بكائه كفم الكلب عند حتفه ومعالجته سكرات الموت ، ولا تخفى كيفية التشبيه فيهما عند قصد الذم فى الأول والرحمة والمدح فى الثانى ، (أو بالسمع) عطف على قوله بالبصر يعنى أن الكيفيات الحسية إما أن تكون مما يدرك بالبصر ـ كما تقدم ـ أو مما يدرك بالسمع ، والسمع صفة تدرك بها الأصوات قائمة بالباطن من الصماخ ، ويفسر عند الحكماء بأنه قوة مترتبة أى متمكنة فى العصب المفروش على سطح باطن الصماخين ـ وهما ثقبتان معلومتان فى الأذن ـ وفى الطرف الأسفل من الأذن عصبة جلدت عليه كالطبل ، فالسمع قوة متمكنة فى تلك العصبة تدرك بها الأصوات ، (من الأصوات القوية والضعيفة والتى بين بين) هذا بيان لما يدرك بالسمع يعنى والثقيلة والحادة والتى بين بين ، والفرق بين الصوت القوى والثقيل أن مرجع الأول إلى العلو والارتفاع بحيث يسمع عن بعد ، والثانى إلى التمهل وعدم النفوذ سريعا فى السمع ، والحدة فيه راجعة إلى النفوذ فى السمع بسرعة ، ويتصور ذلك فى أوتار المزامير ، والصوت معنى قائم بالمصوت ، وعند الحكماء معنى قائم بالهواء سببه التموج فى ذلك الهواء ومدافعة بعضه بعضا كتموج الماء ومصادمة بعضه بعضا ، والتموج المذكور يشتمل على سكون بعد سكون ؛ لأن أحد المصطدمين انتقل عن سكون كان قبل الصدم ثم عراه سكون بعد الصدم والآخر باعتبار مصادمة الثالث كذلك ، وسبب هذا التموج فى الهواء القرع العنيف أو القلع العنيف ، والقرع عبارة عن ملاقاة جرمين ، والقلع عبارة عن تفريق أحدهما عن الآخر. فأما الأول وهو القرع الذى هو إمساس عنيف أى : ملاقاة عنيفة فكإلقاء حجر على آخر فإذا لاقاه تموج الهواء متكيفا بالصوت فإذا صادم هواء آخر تموج الآخر متكيفا به أيضا ثم لا يزال التموج كذلك إلى أن يصل إلى الهواء الراكد فى الصماخ فيقرع الجلدة فيدرك السمع الصوت ، وعلى هذا فالصوت