الروائح) الطيبة والمنافرة ولا تمييز بينها إلا بالإضافة كرائحة المسك ورائحة الزبل وغير ذلك ، ولا تنضبط بزمام فإذا أريد التشبيه فى المشموم قيل هذا النبات كالورد فى رائحته ، وهذا الدهن كالقطران فيها وعلى هذا فقس ، (أو باللمس) أى : ومن جملة الكيفيات الحسية الجسمية ما يدرك بحاسة اللمس ، وهو فى الأصل مصدر لمسه إذا اتصل به شيء من جسده ، وأطلق هنا على قوة سارية أى عامة فى ظاهر البدن بها تدرك الملموسات ، ولا يضر تفاوت أجزاء ظاهر البدن فى الإحساس لاشتراكها فى مطلق الإدراك ، ثم بين بعض المدرك باللمس بقوله : (من الحرارة) وهى قوة من شأنها تفريق المختلفات وجمع المؤتلفات ، ولهذا إذا أوقد على حطب ذهب الجزء الهوائى وهو المتكيف بصورة الدخان صاعدا لأصله من الهواء ، والجزء الترابى وهو المتكيف بصورة الرماد متراكما إلى الأرض والعزل المائى والنارى وكل ذلك بالمعاينة ، وكذا إذا أوقد على معدن حتى ذاب انعزل زبده وخبثه عن صفيه (والبرودة) وهى قوة من شأنها جمع المؤتلفات وغيرها ، ولذلك إذا برد المعدن المذاب التصق خبثه بصفيه ، ولأجل كونهما فى أصلهما لهذا التأثير سميتا فعليتين وإن كان يقع منهما انفعال أى : تأثر عند تأثر الأجسام العنصرية بهما والتقاء أصولها ؛ لأنهما عند ذلك تنكسر سورة كل منهما بالأخرى فتحدث هيئة اتحاد فى الأجسام المركبة العنصرية ، وتسمى تلك الهيئة مزاجا لحصولها عن مزج الأجزاء البسيطة ، وبتلك الهيئة عند الاعتدال يصلح لكونه نباتا أو حيوانا بالفعل على حسب الاستعداد ، وكذا إذا ألقى الماء الحار على البارد انفعلت كيفية كل منهما بكسر الأخرى ؛ ولكن اعتبرت فيهما الحالة الأولى الأصلية فسميتا فعليتين ، (و) من (الرطوبة) وهى كيفية تقتضى سهولة التشكل والالتصاق والتفريق فى الجسم القائمة هى به ، (و) من (اليبوسة) وهى بعكسها أى كيفية تقتضى صعوبة التفريق والالتصاق والتشكل ، ولأجل اقتضائهما تأثر موصوفهما سميتا انفعاليتين ، وإن كانت الثانية منهما بتأويل الصعوبة أثرا ؛ وإنما هو فى الحقيقة نفى الأثر ومن عادتهم عد ما يمنع التأثر انفعالا ، وتسمى هذه الأربع أوائل الملموسات لأنها تدرك بمجرد اللمس من غير حاجة إلى توسط شيء آخر ، فإن الملموس تدرك حرارته أو برودته أو رطوبته أو يبوسته فى