وقد يكون التلاحق بمعنى التتابع كتتابع سيفين في ذهابهما لمضروب واحد ، ونحو هذا الكلام الذي فسرناه عند الشيخ عبد القاهر ، ولا يخفى ما فيه من التداخل باعتبار العلو والانخفاض والذهاب والمجيء وغير ذلك كما في الحركة إلى جهات مختلفة مع ما قبله ، وكما في التداخل والتلاقي والتصادم والتلاحق ، وقد علم أن الاعوجاج والاستقامة يجريان مع جميع الحركات ، والغرض منه المبالغة في بيان ما يراعى في الطرفين فتكون هيئة الوجه المتعلقة بذلك غاية في الدقة ، فإن كل ما ذكر في الطرفين يجب أن يراعى مثله في الوجه ، وبه يعلم أنه ينبغي أن يزيد في الوجه بعد قوله متناسبة المقدار مضطربة إلى جهات مختلفة في أحوال متباينة من الاعوجاج والاستقامة إلى آخر ما ذكر في تركيب الطرفين ، ومثل ما ذكر يتقرر في الكواكب عند تهاويها في الليل فإن للكواكب عند تهاويها تداخلا وتواقعا بأن يذهب اثنان مثلا إلى جهة واحدة كما قد يكون ذلك في السيوف أيضا واستطالة متخيلة في أشكالها المتخيلة على ما حررنا ، وغير ذلك مما ذكر في السيوف ، إلا أن الارتفاع في النجوم لا ينتهي إليه كما قد يكون في السيوف ، بل يبتدأ منه فذكره في السيوف تساهل إلا أن يكون المعنى بتعلو تكون عالية ، ثم ترسب لا أنها تعلو بعد الرسوب فيوجد في النجوم أيضا والمجيء والذهاب في النجوم باعتبار تعاكسها في الجهة على وجه الترتيب من غير تصادم ولا تلاحق فتأمل هذا.
طرفا المركب الحسى المختلفان
(و) المركب الحسي (فيما) أي : في التشبيه الذي (طرفاه مختلفان) أحدهما مفرد والآخر مركب قسمان ؛ لأنه إما أن يكون معه المفرد هو المشبه والمركب هو المشبه به وإما العكس ؛ فالأول (كما مر) أي : كالوجه الذي (في) ضمن ما ذكر من (تشبيه الشقيق) بأعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرجد ، وإنما قلنا في ضمن ما ذكر إعلاما بأن الوجه لم يذكر في المتن وإنما وجد في ضمن ما ذكر من تشبيه الشقيق والوجه المتضمن لما ذكر هو الهيئة الحاصلة من نشر أجرام حمر معقودة في نشرها وبسطها على رءوس أجرام خضر مستطيلة ، وقد علم أن متعلق هذه الهيئة في الشقيق محسوس حقيقة