وفي المشبه به متخيل ، وكون الشقيق وهو المشبه مفردا ظاهر ؛ لأن الشقيق اسم لمسمى واحد ، فأجزاؤه التي اعتبر اجتماعها هيئة كاليد من زيد ، وأما كون أعلام ياقوت مركبا لا مفردا مقيدا فلأن القصد إلى التشبيه بالمجموع ، وليس للأعلام قصد ذاتي حتى يكون مقيدا بدليل أن المشبه لم يعتبر فيه الجزء المناسب للأعلام فقط ، بل المعتبر المجموع ؛ إذ الهيئة متعلقة بالمراد بالشقيق الذي هو مجموع الأصل وفروعه ، ويأتي الفرق بين المركب والمقيد قريبا بنحو هذا ، وأما الثاني وهو العكس ، أي : أن يكون المشبه مركبا والمشبه به مفردا فلما يأتي في تشبيه نهار مشمس قد شابه زهر الربا بليل مقمر على ما سيجيء في أقسام التشبيه بيانه عند التمثيل به ، وهذا المركب لكثرة اعتباراته غالبا لا يخلو من دقة وحسن ، (ومن بديع المركب الحسي) ، أي : ومن جملة ما يعد بديعا ، أي : عجيبا ، قليل المثل من الوجه المركب الحسي ، فإضافة البديع للمركب من إضافة الصفة إلى الموصوف (ما) أي : من البديع في ذلك المركب وجه الشبه الذي (يجيء) أي : يأتي ويحصل (في الهيئات) أي : في الحالات من أوجه الشبه (التي تقع عليها الحركة) ، يعني أن الوجه هو الهيئة التي تقع عليها الحركة ، وهيئة الحركة التي تقع هي عليها إما استقامة كحركة السهم وتركيبها بوجود حركتين متعاكستين مثلا ، وإما استدارة كحركة الدولاب وتركيبها بوجود دولابين مثلا ، متعاكسين أحدهما محيط والآخر محاط به ، وإما غير ذلك كالاعوجاج ، وحركة الاعوجاج كطائف بالمثلث مثلا ، وتركيبها بوجود حركة تعاكسها أيضا ، ولا يخفى أن المثالين الآتيين ليس فيهما حركة الدورة المحضة ، بل المعوجة مع غيرها كحركة الشعاع ، لأنه عند الانبعاث عن وسط الشمس كأنه مضطرب كالذهاب مع الارتعاش فذهابه كالاستقامة وارتعاشه كالاعوجاج في الاستقامة ، وعند الرجوع من الجوانب لا يخلو من نقصان ، فحركته كحركة الراجع من جهات متفاوتة فكأنها معوجة باعتبار مجموع الراجع وأطرافه أو المستقيمة مع معاكستها كحركة المصحف فيما يبدو. نعم لا تخلو حركته في التحقيق عن اعوجاج فافهم ، ثم مجيء الوجه في الهيئة مع أنها نفس وجه الشبه هنا كمجيء الجنس في النوع وحصوله به كما يقال : يأتي الحيوان في الإنسان ، ويحصل خارجا به ؛ لأن مطلق الوجه