وجهل حال المشبه وهو الثوب الغائب مثلا فقال ما لونه فإنك تقول لبيان الحالة المسئول عنها ذلك الثوب الذى تسأل عن لونه كهذا فى لونه الذى هو السواد مثلا ، فالسواد فى هذا التشبيه من حيث إنه حصل العلم بوجوده فى المشبه الذى أفاده إلحاقه بهذا المعلوم يصح أن يكون غرضا ، ويسمى حينئذ حال المشبه ولا منافاة بين كون الشيء وجها باعتبار وغرضا حينئذ بعد التشبيه باعتبار آخر ، وإن شئت قلت بذاته وجه شبه ، وبيانه للسامع وعلمه به غرض ، فلا تداخل بين الغرض والوجه ، فحينئذ لا يرد أن يقال حاصله أن الغرض بيان وجه الشبه وقد تقدم ذكر وجه الشبه فافهم.
بيان مقدار حال المشبه فى القوة والضعف
(أو) بيان (مقدارها) ، أى : مقدار حال المشبه ، أى : صفته كما إذا عرفت صفته ولكن جهلت مرتبة تلك الصفة من قوة وضعف وزيد ونقص ، والزيد والنقص أعم من القوة والضعف ، فإذا عرف الإنسان لون ثوب مثلا وأنه سواد ولكن جهل مرتبة ذلك السواد فلم يدر هل هو شديد أم لا ؛ لأنه مما يقبل الشدة والضعف ، إذ هو من قبيل المشكك فقال : كيف لون ذلك الثوب المشترى مثلا ، فإنك تبين له ذلك بإلحاقه بذى سواد هو فى مرتبة معلوم له ، وذلك (كما) أى : كالبيان الكائن (فى تشبيهه) أى : تشبيه الثوب المجهول مرتبة سواده (بالغراب فى شدته) ، أى : فى شدة السواد حيث تقول هو ، أى : ذاك الثوب المسئول عن حال سواده ومقدارها فى الشدة أو الضعف ، كالغراب فى سواده ، فالسواد الشديد من حيث وجوده فى الطرفين أيضا جامعا مصححا للتشبيه يسمى وجها ، ومن حيث إنه بعد وجود التشبيه فيه تحقق به مقدار ما فى المشبه من جنسه يسمى غرضا أو تقول هو نفسه وجه وبيانه بخصوصيته المجهولة هو المسمى غرضا حاصلا عن التشبيه لوجود العلم بتلك الخصوصية بعده فلا تداخل هنا أيضا بين الوجه والغرض كما تقدم.
تقرير حال المشبه فى نفس السامع
(أو تقريرها) هو بالرفع معطوفا على قوله بيان ، أى : الغرض إما بيان ما ذكر وإما تقرير حال المشبه فى ذهن السامع وتقوية شأنها عنده بتحقيق تمكينها فى نفسه