الحاصلة لها فى استيفاء اللذات ، أو الأسباب التى قلّما تتآخذ (١) فى اتباع الغى ، إلا أوان الصّبا ؛ فتكون الاستعارة تحقيقية.
فصل
(٣٦٧) عرّف السكاكى الحقيقة اللغوية بالكلمة المستعملة فيما وضعت له ، من غير تأويل فى الوضع ؛ واحترز بالقيد الأخير عن الاستعارة ، على أصح القولين ؛ فإنها مستعملة فيما وضعت له بتأويل.
(٣٦٩) وعرّف المجاز اللّغوى بالكلمة المستعملة فى غير ما وضعت له بالتحقيق ، فى اصطلاح به التخاطب ، مع قرينة مانعة عن إرادته ، وأتى بقيد «التحقيق» ؛ لتدخل الاستعارة ؛ على ما مرّ.
وردّ : بأن الوضع إذا أطلق لا يتناول الوضع بتأويل ، وبأنّ التقييد باصطلاح التخاطب لا بدّ منه فى تعريف الحقيقة.
(٣٨٣) وقسّم المجاز اللغوى إلى الاستعارة وغيرها. وعرّف الاستعارة بأن تذكر أحد طرفى التشبيه ، وتريد به الآخر ، مدّعيا دخول المشبّه فى جنس المشبّه به. وقسّمها إلى المصرّح بها ، والمكنى عنها.
وعنى بالمصرّح بها : أن يكون المذكور هو المشبّه به ، وجعل منها تحقيقيّة ، وتخييليّة : وفسّر التحقيقيّة بما مرّ ، وعدّ التمثيل منها : وردّ : بأنه (٢) مستلزم للتركيب المنافى للإفراد.
(٣٩٦) وفسّر التخييلية بما لا تحقّق لمعناه حسّا ولا عقلا ، بل هو صورة وهميّة محضة ؛ كلفظ" الأظفار" فى قول الهذليّ (٣) ؛ فإنه لما شبّه المنيّة بالسّبع فى الاغتيال ، أخذ
__________________
(١) فى (متن التلخيص) و (ط) الحلبى : (تأخذ).
(٢) أى التمثيل.
(٣) يشير إلى قول أبى ذؤيب الهذلى فى عينيّته المشهورة :
وإذا المنية أنشبت أظفارها* |
ألفيت كلّ تميمة لا تنفع |