المعنوية ادعاء أو حقيقة ، كما في التكبر. ولا شك أن الاستعلاء بهذا المعنى عقلى مشترك بين الطرفين ، وأما لو أريد العلو المشاهد في الجو فليس قائما بالتكبر ، وكذا إذا أريد به علو النفس في الباطن فليس في الماء تأمل.
أقسام الاستعارة باعتبار اللفظ المستعار
ثم أشار إلى تقسيم الاستعارة باعتبار اللفظ المستعار فقال (و) الاستعارة (باعتبار اللفظ) المستعار (قسمان) فإن قيل : الاستعارة نفس اللفظ فكيف صح تقسيمها باعتبار اللفظ الذي هو نفسها قلت : يحتمل أن يفرض هذا التقسيم في استعمال اللفظ فيكون الاستعمال أصليا وتبعيا على ما يأتي في التقسيم ، ويحتمل أن يفرض في اللفظ فيكون التقدير أن جنس اللفظ المستعار ينقسم باعتبار ما صدقاته إلى أصلى ، وتبعى. أى : وإلى ما يسمى بذلك باعتبار خصوصه فصح التقسيم على الوجهين تأمل. (لأنه) أى : إنما كان فيها باعتبار اللفظ قسمان ؛ لأن اللفظ المستعار (إن كان اسم جنس) والمراد باسم الجنس هنا ما دل على الذات الصالحة للكثرة بأن كانت كلية كالأسد من غير اعتبار وصف فى الدلالة فخرج المشتق ؛ لأن الأسد إنما دل على الذات والوصف بالجراءة لازم فيطلق على الذات ، ولو انتفى وصف الجراءة بخلاف القاتل يستعمل فى الضارب وبخلاف الفعل ، وأما نحو حاتم فهو من هذا القبيل باعتبار تأويله بكلى يستلزم ، أى : الرجل الذى يلزمه وصف الكرم ، وإنما قلنا كذلك ؛ لأنه لو دخل فى دلالته وصف الكرم على أنه كالمشتق من الكرم كان كنفس الكريم ، ويكون من قبيل ما يعد من التبعية كما يأتى. فما يقال هنا من أن الجنس إما أن تكون جنسيته حقيقية أو بتأويل كما في الأعلام المشهورة المتضمنة نوع وصفية يراد بذلك جعل الوصف المتضمن وسيلة لاتخاذه كليا بأن يجعل وجه شبه على أنه لازم لا داخل فى مفهوم اللفظ كالمشتق ، فيجعل ملزومه كليا له فردان أحدهما هو المستلزم لذلك الوجه فى غاية وهو متعارف ، والآخر كذلك غير متعارف وقد تقدم تحقيق ذلك ، وما فيه.