جمع الحق لنا في إمام |
(قتل البخل وأحيا السماحا) (١) |
فإن تسليط القتل على نفس البخل والإحياء على السماح ، وهو الجود لا يصح فدل ذلك على أن المراد بكل منهما ما يصح تسلطه على متعلقاته مما يناسب والمناسب للأول أن يراد به إزالة البخل والجامع بين الإزالة والقتل اقتضاء كل منهما إعداما فيما تعلق به بحيث لا يظهر ذلك المتعلق ، والمناسب للثاني أن يراد به إكثار السماح ، والجامع بين إكثار السماح وإحياء ما في كل منهما من ظهور متعلقه وانتشار آثاره (ونحو) أي : ومما كانت فيه القرينة هي المفعول قوله : (نقريهم) (٢) أي نجعل قراهم وهو الطعام المقدم للضيف أول نزوله (لهذميات) وتعدى قوله : نقريهم إلى اللهذميات التي هي بمنزلة الطعام يدل على أنه يصح أن يقال : نقريهم الطعام ، ولا يخلو من وجود تأكيد مضمون الفعل ؛ لأن القرى هو الطعام المقدم للضيف ، وفي القاموس قراه أضافه ، وهو يدل على عدم تعديه بنفسه ، وكأنه على إسقاط الجار واللهذميات نسبة إلى اللهذم وهو القاطع من الأسنة والمنسوب إلى اللهذم هو الطعنات أي : نجعل قراهم عند اللقاء الطعنات باللهذم ويحتمل أن يراد باللهذم نفس الأسنة ، وتكون ياء النسبة زائدة للمبالغة كما يقال : رجل أحمري أي : أحمر فزيدت الياء ؛ لإفادة المبالغة في الوصف بالحمرة فيكون المعنى أنا نجعل تقديم الأسنة إليهم قراهم والمآل في المعنى واحد فالمفعول الثاني وهو قوله : لهذميات لا يصح تعلق القرى به على أصله ؛ إذ هو تقديم الطعام فعلم أن المراد به ما يناسب وهو تقديم الطعنات عند اللقاء أو الأسنة ، ووجه الشبه إعطاء ما يصل من خارج لداخل عند أول اللقاء ، فكان نقريهم استعارة تبعية لكونها فعلا ، وقد كانت أصلية للمصدر وتمام البيت قوله : " نقدبها" ما كان خاط عليهم كل زراد والقد القطع وزرد الدرع هو سردها أي : نسجها ، والدرع مثل القميص ينسج من حلقات الحديد (أو المجرور) أي مدار قرينتها على الفاعل والمفعول والمجرور ؛ لكون تعلق ذلك المجرور به
__________________
(١) البيت في الإيضاح ص (٢٦٩) بتحقيق د / عبد الحميد هنداوى ، وهو لابن المعتز فى ديوانه (١ / ٤٦٨) ، والمصباح ص (١٣٥).
(٢) البيت للقطامى فى الإيضاح ص (٢٤٩) بتحقيق د / عبد الحميد هنداوى.