المبالغة
(٥٤٦) ومنه : المبالغة المقبولة ، والمبالغة : أن يدّعى لوصف بلوغه فى الشدّة أو الضعف حدّا مستحيلا أو مستبعدا ؛ لئلا يظنّ أنه غير متناه فيه (١).
(٥٤٧) وتنحصر فى : التبليغ ، والإغراق ، والغلوّ ؛ لأن المدّعى : إن كان ممكنا عقلا وعادة : فتبليغ ؛ كقوله (٢) [من الطويل] :
فعادى عداء بين ثور ونعجة |
دراكا فلم ينضح بماء فيغسل |
وإن كان ممكنا عقلا لا عادة : فإغراق ؛ كقوله (٣) [من الوافر] :
ونكرم جارنا ما دام فينا |
ونتبعه الكرامة حيث مالا |
وهما مقبولان ؛ وإلا (٤) فغلوّ ؛ كقوله (٥) [من الكامل] :
وأخفت أهل الشّرك حتّى إنّه |
لتخافك النّطف الّتى لم تخلق |
والمقبول منه أصناف ؛ منها : ما أدخل عليه ما يقرّبه إلى الصحة ؛ نحو : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ)(٦).
ومنها : ما تضمّن نوعا حسنا من التخييل ؛ كقوله (٧) [من الكامل] :
عقدت سنابكها عليها عثيرا |
لو تبتغى عنقا عليه لأمكنا |
__________________
(١) أى فى الشدة أو الضعف.
(٢) البيت لامرئ القيس ديوانه (١) ص ١٥٦ ، (ب) ص ٨٨ ، والإشارات ص ٢٧٨ ، والمصباح ص ٢٢٤.
(٣) البيت لعمرو بن الأيهم التغلبى ، الإشارات ص ٢٧٩ ، والمصباح ص ٢٢٤.
(٤) بأن كان غير ممكن عقلا ولا عادة.
(٥) البيت لأبى نواس ديوانه ص ٤٥٢ ، والطراز ٢ / ٣١٤ ، والمصباح ص ٢٢٩.
(٦) النور : ٣٥.
(٧) البيت للمتنبى فى ديوانه ، الإشارات ص ٢٧٩ السنابك : حوافر الخيل. العثير : الغبار. العنق : نوع من السير.