حسن التعليل
(٥٦٢) ومنه : حسن التعليل ؛ وهو أن يدّعى لوصف علة مناسبة له باعتبار لطيف غير حقيقىّ ، وهو أربعة أضرب ؛ لأنّ الصفة إمّا ثابتة قصد بيان علّتها ، أو غير ثابتة أريد إثباتها :
(٥٦٤) والأولى : إما ألّا يظهر لها فى العادة علة ؛ كقوله (١) [من الكامل] :
لم يحك نائلك السّحاب وإنّما |
حمّت به فصبيبها الرّحضاء |
أو يظهر لها علة غير المذكورة ؛ كقوله (٢) [من الرمل] :
ما به قتل أعاديه ولكن |
يتّقى إخلاف ما ترجو الذّئاب |
فإنّ قتل الأعداء فى العادة لدفع مضرّتهم ، لا لما ذكره.
(٥٦٦) والثانية : إما ممكنة ؛ كقوله [من البسيط] :
يا واشيا حسنت فينا إساءته |
نجّى حذارك إنسانى من الغرق (٣) |
فإنّ استحسان إساءة الواشى ممكن ؛ لكن لمّا خالف الناس فيه ، عقّبه بأنّ حذاره منه نجّى إنسانه من الغرق فى الدموع.
(٥٦٧) أو غير ممكنة ؛ كقوله [من البسيط] :
لو لم تكن نيّة الجوزاء خدمته |
لما رأيت عليها عقد منتطق |
وألحق به ما يبنى على الشك ؛ كقوله (٤) [من الطويل] :
كأنّ السّحاب الغرّ غيّبن تحتها |
حبيبا فما ترقأ لهنّ مدامع |
__________________
(١) البيت للمتنبى. الرخصاء : عرق الحمى.
(٢) البيت للمتنبي ، شرح ديوانه ١ / ١٤٤ ، والأسرار ص ٣٣٧ ، والإشارات ص ٢٨١.
(٣) البيت لمسلم بن الوليد ، ديوانه ص ٣٢٨ ، الطراز ٣ / ١٤٠ ، والمصباح ص ٢٤١.
(٤) لأبى تمام. ديوانه ص ٤٢٥ ، والإيضاح ص ٥٢٣ ، والمصباح ص ٢٤٢.