سأشكر عمرا إن تراخت منيّتى |
أيادى لم تمنن وإن هى جلّت |
|
فتى غير محجوب (١) الغنى عن صديقه |
ولا مظهر الشّكوى إذا النّعل زلّت |
|
رأى خلّتى من حيث يخفى مكانها |
فكانت قذى عينيه حتّى تجلّت |
(٦٤٤) وأصل الحسن فى ذلك كلّه : أن تكون الألفاظ تابعة للمعانى ، دون العكس.
خاتمة : فى السّرقات الشّعريّة ، وما يتّصل بها ، وغير ذلك
(٦٤٧) اتفاق القائلين إن كان فى الغرض على العموم ـ كالوصف بالشجاعة ، والسخاء ، ونحو ذلك ـ فلا يعدّ سرقة ؛ لتقرّره فى العقول والعادات. وإن كان فى وجه الدّلالة ؛ كالتشبيه ، والمجاز ، والكناية ، وكذكر هيئات تدلّ على الصفة ؛ لاختصاصها بمن هى له ـ كوصف الجواد بالتهلّل عند ورود العفاة ، والبخيل بالعبوس مع سعة ذات اليد ـ : فإن اشترك الناس فى معرفته لاستقراره فيهما (٢) ؛ كتشبيه الشجاع بالأسد ، والجواد بالبحر ، فهو كالأول ؛ وإلّا جاز أن يدّعى فيه السبق والزيادة.
وهو (٣) ضربان ؛ خاصّىّ فى نفسه غريب ، وعامى تصرّف فيه بما أخرجه من الابتذال إلى الغرابة ؛ كما مر.
(٦٥٣) فالسرقة والأخذ نوعان : ظاهر ، وغير ظاهر.
(٦٥٣) أما الظاهر : فهو أن يؤخذ المعنى كلّه ، إمّا مع اللفظ كلّه ، أو بعضه ، أو وحده :
__________________
(١) للأرجانى.
(٢) تصحفت فى المتن إلى (محبوب).
(٣) أى فى العقول والعادات ، وقد تصفحت إلى (فيها).
(٤) يعنى النوع الذى لم يشترك الناس فى معرفته.