الاقتباس
(٦٨٣) أما الاقتباس : فهو أن يضمّن الكلام شيئا من القرآن أو الحديث ، لا على أنه منه ؛ كقول الحريرىّ : «فلم يكن إلّا (كلمح البصر أو هو أقرب) (١) ، حتى أنشد فأغرب» ، وقول الآخر [من السريع] :
إن كنت أزمعت على هجرنا |
من غير ما جرم فصبر جميل (٢) |
|
وإن تبدّلت بنا غيرنا |
فحسبنا الله ونعم الوكيل (٣) |
وقول الحريرىّ : «قلنا شاهت الوجوه» (٤) وقبّح الّلكع ومن يرجوه ، وقول ابن عباد (٥) [من مجزوء الرمل] :
قال لى : إنّ رقيبى |
سيّئ الخلق فداره |
|
قلت : دعنى وجهك الج |
نّة حفّت بالمكاره (٦) |
(٦٨٥) وهو ضربان ؛ ما ينقل فيه المقتبس عن معناه الأصلى كما تقدّم ، وخلافه كقوله (٧) [من الهزج] :
لئن أخطأت فى مدحي |
ك ما أخطأت فى منعي |
|
لقد أنزلت حاجاتى |
بواد غير ذى زرع |
__________________
(١) اقتباس من النحل : ٧٧.
(٢) اقتباس من يوسف : ١٨.
(٣) اقتباس من آل عمران : ١٧٣.
(٤) هذا من قول النبى صلىاللهعليهوسلم للمشركين يوم حنين ، وهو حديث طويل رواه مسلم فى صحيحه كتاب الجهاد باب ٨١ (غزوة حنين). وأخرجه أحمد وغيره.
(٥) أوردهما الطيى فى التبيان ٢ / ٤٥٥ بتحقيقى ، وعزاهما للصاحب.
(٦) جزء من حديث صحيح رواه البخارى فى الفتن باب ٢ ، والأحكام ٤٣ ، ومسلم فى الإمارة ٣٤ ، ٤١ ، ٤٢ وغيرهما.
(٧) أوردهما الجرجانى فى الإشارات ص ٣١٦ ، وهما لابن الرومى. وقوله : بواد غير ذى زرع اقتباس من سورة إبراهيم آية ٣٧.