وهي أربعة كما تقدم فقال (و) أما أمثلة الملحقين اشتقاقا فالأول منها وهو ما يكون فيه الآخر منهما في صدر المصراع الأول (كقوله ضرائب) (١) جمع ضريبة وهي الطبيعة يضرب الرجل عليها أي : يطبع عليها ، وإن شئت قلت ضربت للرجل أي : أوجدت فيه وطبع عليها (أبدعتها) أي : أبدعت تلك الضرائب وأنشأتها في العالم من غير أن يتقدم لك من الناس منشأ فيها (في السماح) أي : في الكرم والعطاء ، فإن قيل : كونها طبائع وكونه أبدعها متنافيان ؛ إذ لا معنى إحداث الطبائع وإنما يتعلق بالإنشاء بالطبعيات لا الطبيعيات ، قلنا : المراد أنك أنشأت آثارها الدالة على أنك طبعت عليها من الإعطاء الأفخم والبذل لكل نفيس أعظم ؛ بدليل قوله في السماح : وتلك الضرائب اختصصت بها (فلسنا نرى لك فيها ضريبا) أي : مثيلا فضرائب في أول المصراع الأول مشتق مما اشتق منه لفظ ضريبا الذي في العجز فبينهما الإلحاق اشتقاقا ومعنى الضريب في الأصل المثل من القداح أي كل واحد منها ؛ لأنه يضرب به في جملتها وهو مثلها في عدم التمييز في المضاربة ، لا يقال : الضرائب والضريب من قبيل المتجانسين ؛ لأن معنى الضرائب الطبائع والضريب المثيل وكلما اختلف معنى اللفظين كانا من قبيل المتجانسين ؛ لأنا نقول الاختلاف في المصدوق لا ينافي الاختلاف في أصل الاشتقاق الذي يقتضي الاتحاد في مفهوم المشتق منه الذي هو المعتبر في المشتقات كما تقدم وجنس الضرب متحد فيهما ، ولو كان في الضرائب بمعنى الإلزام بعد الإيجاد الذي قد يحدث عادة عن الضرب كضرب الطابع على الدرهم وفي الثاني بمعنى التحريك الذي هو هنا أخص من مطلق التحريك الصادق على الضرب فافهم (و) ثانيهما وهو ما يكون فيه المشتق الآخر منهما في حشو المصراع الأول ك (قوله :
إذا المرء لم يخزن عليه لسانه |
فليس على شيء سواه بخزان) (٢) |
__________________
(١) البيت للسرى الرفاء ، فى ديوانه (١ / ١٥١) ، والتبيان (١٧٩) ، وهو بلا نسبة فى الطراز (٢ / ٣٩٣).
(٢) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص (٩٠) ، والإشارات ص (٢٩٧) ، وهو فى شرح المرشدى على عقود الجمان (٢ / ١٥٢).