سواء ذو العمامة والخمار (١)
مع قوله :
ومن في كفه منهم قناة |
كمن في كفه منهم خضاب |
ولذلك قيدنا به فيما تقدم ، وبين التشابه مع النقل فإن هذا أدق وأخفى ، فمن جعله من التشابه ثم جعله من غير الظاهر أراد التشابه الكائن مع النقل تأمله.
الشمول
(ومنه) أي : ومن غير الظاهر (أن يكون معنى) البيت (الثاني أشمل) وأجمع من معنى البيت الأول (كقول جرير :
إذا غضبت عليك بنو تميم |
وجدت الناس كلهم غضابا) (٢) |
هذا هو المشمول الأول فقد أفاد بهذا الكلام أن بنى تميم ينزلون منزلة الناس جميعا في الغضب فغضبهم غضب جميع الناس ويلزم أن رضاهم هو رضا جميع الناس ؛ لأن المتابعة في الغضب تقتضي المتابعة في الرضا ؛ لاقتضائه الرياسة المفيدة لذلك ، فتحصل منه أنه أقام بني تميم مقام الناس جميعا في أعلى ما يطلب ، وأعلى ما يطلب هو رضا الناس جميعا.
(وقول أبي نواس) لهارون الرشيد لما سجن الفضل البرمكي غيرة منه حين سمع عنه التناهي في الكرم مشيرا إلى أن في الفضل شيئا مما في هارون وأن في هارون جميع ما في الفضل ، وما في العالم من الخصال مبالغة :
قولا لهارون إمام الهدى |
عند احتفال المجلس الحاشد |
|
أنت على ما فيك من قدرة |
فلست مثل الفضل بالواجد |
|
(وليس على الله بمستنكر |
أن يجمع العالم في واحد) (٣) |
__________________
(١) البيت لجرير ، فى الإيضاح ص (٣٤٧).
(٢) البيت لجرير ، فى ديوانه ص (٧٨) ، والإشارات ص (٣١٣).
(٣) الأبيات لأبى نواس ، فى الإشارات ص (٣١٤) ، وشرح عقود الجمان (٢ / ١٨٠) ، وفى ديوانه ص (١٤٦).