يضع العمامة يعرف أنه متى وضع عن رأسه العمامة يعرف داؤه وعيبه ، وأراد بالمعشر اليهود وغلطهم ذكره على وجه التلميح لمناسبته لظاهر ما يفتخر به ، وإلا فلم يغلطوا في تبعيده وإنكاره ، وإنما غيره إلى الغيبة ليدخل أي : ينتظم بالمقصود ويناسبه ، وهو كون من نسب إليه ما ذكر على وجه التهكم متحدث عنه لا متحدث عن نفسه كما في الأصل (وربما سمى تضمين البيت فما زاد) أي : فأكثر من البيت كتضمين بيتين أو ثلاثة (استعانة) لظهور التقوى بالبيت على تمام المراد بخلاف ما هو دون ذلك ، ورب على أصلها من القلة أخذا بالظاهر.
(و) ربما سمى أيضا (تضمين المصراع فما دونه) كنصفه (إيداعا) لأنه لقلته كأنه أمانة أودعت عند من له سعة يودع لأجلها ، فما أتى به من المصراع أو دونه لكونه شيئا قليلا كأنه أودعه سعة شعره.
(ورفوا) عطفا على قوله إيداعا أي : يسمى تضمين المصراع فما دونه رفوا أيضا ورفو الثوب إصلاح خرقه فكأنه لقلته أصلح به خرق شعره كما يرفأ الثوب بالخيط الذي هو من جنسه.
العقد
(وأما العقد) من الألقاب السابقة (فهو) أي : فمعناه (أن ينظم نثر) سواء كان ذلك النثر المنظوم في أصله قرآنا ، أو كان حديثا ، أو مثلا ، أو غير ذلك ؛ ككلام حكمة مشهور عن صاحبه ، إلا أن النثر المنظوم إن كان غير قرآن وحديث ، فنظمه عقد فلا حاجة للتقييد بشيء آخر ، وإن كان قرآنا أو حديثا فيقيد بأن يكون النظم (لا على طريق الاقتباس) وقد تقدم أن النظم الذي يكون في القرآن والحديث على طريق الاقتباس هو أن ينظم أحدهما لا على أنه من القرآن أو الحديث بلا تغيير كثير ، فإذا نظم أحدهما مع التغيير الكثير خرج عن الاقتباس فيدخل في العقد ، وكذا إذا نظم مع التنبيه على أنه من القرآن أومن الحديث ، وذلك كما تقدم يحصل بأن يذكر المنظوم على الحكاية ، كأن يقال : قال الله تعالى كذا ، وقال النبي صلىاللهعليهوسلم كذا فإنه يخرج بذلك عن الاقتباس أيضا ويدخل في العقد ، فتحصل من هذا أن نظم غير القرآن