عن نقل ملك مقابله للآخر ، فليست هذه أجزاء حقيقة البيع ، ولو كانت تسمى أركانا تجوزا أيضا ، فيرد عليها ما ورد على هذا ، ولا يقال : لم لا تكون أجزاء مادية كاليد والرجل من الإنسان فتكون أركانا باعتبار أنها أجزاء أفراد الحقيقة ، وذلك أن الأفراد الخارجية للتشبيه لا تخلو من هذه الأجزاء كما لا تخلو أفراد حقيقة الإنسان من الأجزاء المادية من يد ورجل ورأس وغير ذلك من مشخصات حقيقة الإنسان ؛ لأنا نقول : فرد التشبيه الخارجى الذى هو الدلالة الواقعة من هذا الشخص الخاص مثلا ليست هذه أجزاءه المادية ، بل متعلقاته كحقيقته ، وعلى تقدير تسليمه ، فالذى توقف عليه الوقوع الخارجى هو الألفاظ ، وقد تقدم أن المراد بالأركان المعانى إلا فى الأداة نعم يمكن جعلها أجزاء مادية إن أطلق التشبيه على نفس الكلام ، وأريد بالأركان الألفاظ ، ولكن المعرف هو المعنى كما دل عليه ما تقدم.
وأجيب عن هذا البحث بتسليمه وأن تسميتها أركانا توسع باعتبار ذكرها فى تعريفه وإن لم تذكر على أنها أجزاء المعرف ، بل على أنها متعلقة له لتقييده بها ، فأشبهت حيث توقف التعريف عليها أجزاء المحدود الصادقة عليه أو باعتبار أن التشبيه قد يطلق على نفس الكلام المشتمل على ألفاظ هذه الأركان ، فلما كانت تلك الألفاظ أجزاء الكلام المادية له فصارت لتوقف المفرد عليها فى الوجود كما توقف الفهم عليها باعتبار التعلق كالأركان للحقيقة العقلية التى تصدق عليها سميت أركانا للتشبيه الصادق على الكلام فى الجملة ، وقد تقدمت الإشارة إلى معنى هذا الوجه فى أثناء البحث فليتأمل.
طرفا التشبيه
ولما كان الطرفان من هذه الأركان هما الأصل والعمدة لقوتهما فى التركيب وفى الخارج ، أما قوتهما على الوجه فلأنهما معروضان للوجه القائم بهما ، والمعروض أقوى من العارض ؛ لأنه موصوف والوصف تابعه ؛ ولأنه لا بد من ذكرهما أو أحدهما بخلاف الوجه ، وأما قوتهما على الأداة فظاهر لأنها آلة لبيان التشبيه ، وكثيرا ما يستغنى عنها فى التركيب ، قدم البحث عنهما فقال : (طرفاه) اللذان هما المشبه والمشبه به ينقسمان إلى أقسام ؛ لأنهما :