المظفر بن الجوزي (١) : حدثني جماعة أعيان أنه كان فاسد العقيدة دهريا ، مستهزئا بأمور الشريعة ، يجيئ إلى صلاة الجمعة سكران ، وأن داره كانت مثل الحانة ، وقد كتب إلى الصالح يقول : قد حملت إلى خزانتك من أموال الناس ألف ألف دينار ، فقبض عليه وصودر ، ثم أعدم في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وستمائة رمي في هوة بأرض البقاع. وله مصنفات في الطب ، وفوضت مدارسه إلى الشيخ تقي الدين بن الصلاح فعينها لأهل العلم ، وعين هذه المدرسة لشمس الدين بن عبد الكافي الربعي الصقلي ، ثم درس بها شمس الدين بن عبد الكافي هذا ، وهو القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الكافي ابن علي بن موسى الربعي الصقلي ثم الدمشقي ، وربما كني بأبي بكر ، ناب في القضاء مدة بدمشق ، وولي قضاء حمص أيضا ، وقد سمع من أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ (٢) ، وحدّث وروى عنه ابن الحلوانية (٣) ، ومجد الدين ابن العديم (٤) ، والحافظ الدمياطي ، وجماعة. قال الحافظ تاج الدين بن عساكر : ولي وكالة بيت المال بدمشق مدة طويلة ، وحكم نيابة عن الرفيع. وقال الذهبي في تاريخ الاسلام : ومن أعيان الشافعية كان ، وأهمله في العبر. وقال الكتبي : درّس بالأمينية والكلاسة ، توفي في ذي الحجة سنة تسع وأربعين وستمائة ، ودفن بقاسيون ، مولده في شهر رمضان سنة سبع وستمائة ، ولا أعرف من درّس بها بعده ؛ إلا أن الذهبي في سنة ثمان وخمسين وستمائة في أيام استيلاء التتار على دمشق قال تبعا لأبي شامة وغيره : إن القاضي محيي الدين بن الزكي لما ولي قضاء دمشق انتزع تدريس الأمينية من علم الدين القاسم (٥) وولاها لولده عماد الدين عيسى مع مشيخة الشيوخ ، ولا أعرف ترجمة المعزول ولا المتولي ، وقد ذكرت في الذيل الذي كتبته سنة أربع وأربعين جماعة من أولاد القاضي محيي الدين ، وذكرت تراجمهم ، ثم درّس بها القاضي الرئيس قطب الدين أبو
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٢٦٦.
(٢) شذرات الذهب ٤ : ٢٧٩.
(٣) شذرات الذهب ٥ : ٣٢٢.
(٤) شذرات الذهب ٥ : ٣٥٨.
(٥) شذرات الذهب ٥ : ٣٠٧.