وسبعمائة ، ودفن بمقابر باب الرحمة ، وولي الشامية مكانه خاله نزل له عنها وكتبت الركنية باسم ولد له صغير اسمه يحيى وله نصف سنة ، وولي قضاء العسكر كاتب السرّ ابن الشهيد. ثم درّس بها قاضي القضاة سريّ الدين ، ثم نزل عنها لولده قبل موته. ثم درس بها شهاب الدين الباعوني عوضا عن ابن سريّ الدين في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانمائة بولاية النائب تنبك فيها وفي الشامية ، ثم ناب عن ابن سري الدين في ذلك الشيخ شهاب الدين بن حجي ، ثم بعد الفتنة نزل عنه ابن سري الدين للشيخ شهاب الدين بن حجي ولأخيه نجم الدين قاضي القضاة وباشراه.
وقال الأسدي في تاريخه في سنة خمس عشرة وثمانمائة : وفي يوم الأحد سادس عشر ذي القعدة حضر الشيخ جمال الدين الطيماني تدريس المدرسة الركنية عوضا عن الشيخ شهاب الدين بن حجي والسيد شهاب الدين ابن نقيب الأشراف نزلا له عنها بمائة وخمسين افلوريا قبضا بعضا وصبرا ببعض. وأصل القضية أن قاضي القضاة نجم الدين كان قد ولّاه تدريس الظاهرية عوضا عن ابن تاج الدين بن الشهيد ، وعن عمه بحكم عدم أهليتهما ، ثم صالحهما بنحو خمسين أفلوريا ، ثم إنه نزل عن نصف التدريس لشرف الدين الرمثاوي عن النصف الذي بيده ، وحضرا في هذا اليوم ، حضر الطيماني أولا ، وحضر معه القاضي شمس الدين ابن الأخنائي وشهاب الدين بن حجي وأخوه نجم الدين وجماعة يسيرة من الفقهاء ، وذكر خطبة حسنة ، وتكلم على تفسير قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الآية. وحكى شيخنا في هذا المجلس أن الرمثاوي لما درّس في الشامية البرانية ، وقرأ قوله تعالى : (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) الآية ، فعزل بعد شهر. ثم حضر نجم الدين الظاهرية ومعه القاضي وأخوه ومعه الفقهاء ، فذكر في تفسير «بسم الله الرحمن الرحيم» انتهى كلام الأسدي ، وفيه نظر فليتأمل. والشيخ جمال الدين الطيماني المذكور هو الإمام العالم المفتي البارع الناسك أبو محمد عبد الله ابن محمد بن ركن الدين بن طيمان المصري ثم الدمشقي. قال ابن قاضي