كثير الزيارة للنبى صلىاللهعليهوسلم فى طريق الماشى.
توفى فى أوائل سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة ، وقد بلغ الستين أو جاوزها. وسبب موته : أنه سقط فى البئر التى عند باب الحزورة. وكان خيرا.
٣٦٣ ـ محمد بن فرج المكى ، يلقب بالجمال ، ويعرف بابن بعلجد :
كان بتردد إلى اليمن كثيرا ، فى دولة ابن سيده الشريف أحمد بن عجلان بن رميثة ، لتوليه لأمر العلم الذى ينفذه صاحب اليمن كل سنة إلى مكة ، وحصل دنيا ، وتقرب منها بقربات ، منها : الرباط الذى بقرب باب الحزورة ، والسبيل الذى عند عين بازان بالمسعى. وله على ذلك وقف ، وتاريخ وقف الرباط ، سنة سبع وثمانين وسبعمائة. كذا فى حجر فيه.
وفى حجر آخر : أنه وقفه على الفقراء المنقطعين بمكة فى شهر رجب سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ، وشرط النظر فيه لنفسه مدة حياته ، ومن بعده لأولاده الذكور ، ومن بعدهم لقاضى مكة الشافعى ، وعمر بعض الرباط ، المعروف برباط السبيل بالمدينة النبوية ، وهو رباط القاضى كمال الدين ، المعروف بابن السهروردى. وفارق مكة لما قتل محمد بن أحمد بن عجلان ، فى موسم سنة ثمان وثمانين وسبعمائة.
وولى عوضه إمرة مكة : عنان بن مغامس ، ثم التأم على محمد بن عجلان بن رميثة ، لما تباين محمد بن عجلان وعنان ، وألف بين كبيش بن عجلان ، ومحمد بن عجلان ، حتى اجتمعا بجدة ، وصار شريكهما فى الأمر بها والرأى ، وأنفق هو وكبيش على بنى حسن ، أموالا جزيلة بجدة ليمكنوهم من إخراج عنان وأصحابه من مكة ، وخرجوا من جدة بعد نهبها قاصدين مكة ، ففارقهم جماعة من رءوس الأشراف وانحازوا إلى عنان ، وأقام مع آل عجلان بوادى مر ، حتى جاء الخبر بولاية على بن عجلان لإمره مكة ، عوض عنان ، وأنفق حينئذ هو وكبيش على القواد العمرة والحميضات وبعض الأشراف أموالا جزيلة.
وسار مع العسكر إلى مكة ، فقتل كبيش فى جماعة من القواد والعبيد ، فى سلخ شعبان سنة تسع وثمانين ، ورجع ابن بعلجد فيمن رجع ، إلى الموضع الذى توجهوا منه إلى مكة ، وأقاموا به ، حتى وصل على بن عجلان من الديار المصرية متوليا لإمرة مكة.
__________________
٣٦٣ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ٢ / ٥٦١).