الدر واللؤلؤ (٤٠٧) : يتكون في بحر الهند وفارس. وزعم البحريون أن الصدف (٤٠٨) الدري (٤٠٩) لا يكون إلا في بحر تصب فيه الأنهار العذبة ، فإذا أتى الربيع كثر هبوب الريح في البحر وارتفعت الأمواج واضطرب البحر. فإذا كان الثامن عشر من نيسان (٤١٠) خرجت الأصداف من قعور هذه البحار ولها أصوات وقعقعة ، وبوسط كل صدفة دويبة صغيرة ، وصفحتا الصدفة لها كالجناحين وكالسور تتحصن به من عدو مسلط عليها وهو سرطان البحر ، فربما تفتح أجنحتها لشم الهواء فيدخل السرطان مقصه بينهما ويأكلها ، وربما يتحيل السرطان في أكلها بحيلة دقيقة وهو أن يحمل في مقصه حجرا مدورا كبندقة الطين ، ويراقب دابة الصدف حتى تشق عن جناحيها فيلقي السرطان الحجر بين صفحتي الصدفة فلا تنطبق فيأكلها ، ففي اليوم الثامن عشر من نيسان لا تبقى صدفة في قعور البحر المعروفة بالدر واللؤلؤ إلا صارت على وجه الماء وتفتحت ، حتى يصير وجه البحر أبيض كاللؤلؤ ، وتأتي سحابة بمطر عظيم ثم تنقشع السحابة وقد وقع في جوف كل صدفة ما قدر الله من القطر ، إما قطرة واحدة وإما اثنتان وإما ثلاثة ، وهلم جرا إلى
__________________
(٤٠٧) اللؤلؤPerles : اللؤلؤ عبارة عن افراز صلب كروي يتشكل داخل صدفة بعض أنواع الرخويات والمحار وتستخدم كحجر كريم. تفرز تلك المادة من خلايا الظهارية (في الطية أو في فص أو فصان في الجدار المبطن للمحارة في الرخويات) وهو نسيج ستائري بين الصدفة والجسم ، ويفرز في طبقات متتابعة حول جسم مزعج عادة ما تكون طفيليات في حالة اللآلئ الطبيعية يعلق في النسيج الناعم للمحار. اللؤلؤة تبنى من طبقات من الأرجونيت أو الكالسيت (كربونات الكاليسوم المتبلورة) وتمسك الطبقات ببعضها البعض بمادة كونكيولين (مادة عضوية قرنية قشرية صلبة) وتركيبها مشابه لتركيب عرق اللؤلؤ الذي يشكل الطبقة الداخلية لصدفة المحار.
(٤٠٨) الصدف : غشاء الدّر
(٤٠٩) الدري : المضئ
(٤١٠) نيسان من الشهور السريانية ويقابلها بالميلادية شهر (ابريل).