فصل في ذكر المسافات
فمن مصر إلى أقصى الغرب نحو مائة وثلاثين مرحلة ، فكان ما بين أقصى المغرب وأقصاها بالمشرق نحو أربعمائة مرحلة. وأما عرضها من أقصاها في حد الشمال إلى أقصاها في حد الجنوب فإنك تأخذ من ساحل البحر المحيط حتى ينتهي إلى يأجوج ومأجوج (٣٢) ثم يمر على الصقالبة (٣٣) وتقطع أرض البلغار (٣٤)
__________________
(٣٢) يأجوج ومأجوج اسمان لمنطقتين وشعبيهما ذكرا بالقرآن الكريم. وقد ورد اسم ماجوج بالتوراة (تكوين : ١٠ / ٢) ويتميزان عن بقية البشر بالاجتياح المروع والكثرة الكاثرة في العدد والتخريب والإفساد في الأرض بصورة لم يسبق لها مثيل ، وربما يكون اشتقاق اسميهما من أجت النار أجيجا : والأجاج : هو الماء شديد الملوحة المحرق من ملوحته وقيل مأجوج من ماج إذا اضطرب أصل يأجوج مأجوج من البشر من ذرية آدم وحواء عليهما السلام وهما ذرية يافث أبي الترك ويافث من ولد نوح عليه السلام
خروجهم علامة على قرب النفخ في الصور وخراب الدنيا وقيام الساعة. قال تعالى (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا) الأنبياء : ٩٦ ـ ٩٧.
(٣٣) يطلق مصطلح الصقالبة (السّلاف) على أمة مرجعها أصل واحد ، وقد أكثر من ذكرها مؤرخو اليونان والرومان والعرب ، ولكن أكثر أقوالهم مبهمة لا تدل دلالة صريحة على أصل مرجعها ، وتوزعها فى بلاد أوروبا وآسيا ، ومن مؤرخى العرب من جعلها فئة قليلة ، ومنهم من توسع فنسب إليها بلادا وأمما لم تكن منها. قال ياقوت الحموى : " الصقالبة جيل حمر الألوان صهب الشعور يتاخمون بلاد الخور فى أعالى جبال الروم" وقال أيضا : الصقالبة بلاد بين بلغار وقسطنطينية. وقال المسعودى : الصقالبة أجناس مختلفة ومساكنهم فى المغرب وبينهم حروب ، ولهم ملوك ، فمنهم من ينقاد إلى دين النصرانية ، ومنهم من لا كتاب له ولا شريعة. وجعل المسعودى الترك من الصقالبة قال : وهذا الجيش (أى الترك) ، ومنهم من لا كتاب له ولا شريعة. وجعل المسعودى الترك من الصقالبة قال : وهذا الجيش (أى الترك) ، أحسن الصقالبة صورا وأكثرهم عددا وأشدهم بأسا. أنظر (الموسوعة العربية الميسرة : محمد شفيق غربال ، القاهرة ، ١٩٦٥ م. ودائرة المعارف الإسلامية : أحمد الشنتاوى وآخرين المجلد الرابع عشر. ومروج الذهب المسعودى طبعة باريس (الفهرس). ومعجم البلدان ياقوت الحموى مادة (صقالبة). والبيان المغرب ، ابن عذاره طبعة دوزى ص ٢٧٦ وما بعدها. دائرة المعارف : البستانى المجلد العاشر. ونفح الطيب المقرى ١ / ٨٨ ،