الزيتون (٤٣٩) : نوعان : منه بستاني وبري ، والبري هو الأسود ، وشجرته مباركة لا تنبت إلا في البقاع الشريفة الطاهرة المباركة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن آدم وجد ضربانا في جسمه ولم يعهده ؛ فشكا إلى الله عز وجل فنزل عليه جبريل بشجرة الزيتون فأمره أن يغرسها ويأخذ من ثمرها ويعصره ويستخرج دهنه ، وقال له : إن في دهنه شفاء من كل داء إلا السام (٤٤٠) ؛ ويقال إنها تعمر ثلاثة آلاف سنة.
ومن خواصها أنها تصبر على الماء طويلا كالنخل ، ولا دخان لخشبها ولا لدهنها وإذا لقط ثمرتها جنب فسدت وقل حملها وانتثر ورقها ؛ وينبغي أن تغرس في المدن لكثرة الغبار ، فإن الغبار كلما علا على زيتونها زاد دسمه ونضجه. وإذا دققت حولها أوتادا من شجر البلوط قويت وكثرت ثمرتها ؛ وإذا علق من لسعه شيء من ذوات السموم من عروق شجر الزيتون برأ لوقته ؛ وإذا أخذ ورقة ودق وعصر ماؤه على اللدغة منع سريان السم ، وكذلك من سقي السم وبادر إلى شرب عصارة ورقها لم يؤثر فيه السم.
__________________
(٤٣٩) الزيتون Olive : هي شجرة مستديمة الخضرة جميلة المنظر يصل ارتفاعها الى عشرين مترا ولها صفات خاصة تميزت بها عن باقي الأشجار فمن اخشابها صنعت المحاريب واقيمت اعواد المنابر ومن اوراقها صنعت اكاليل الأبطال واتخذت اغصانها رمزا للسلام والخير والوفاء ومن زيتها مادة للإنارة وطعام طيب وشفي يستطب به لعلاج الأمراض وثمار الزيتون ذلت قيمة غذائية عالية فهي تحتوي ١٦% مواد كربو هيدراتية و ٥ ١% بروتين ونسبة عالية من الدهن ٥ ١٣% وتتميز بوجود عنصر الصوديوم وكذلك البوتاسيوم والنحاس والفسفور وهو خال من الحديد لاضافة الى انه غني بفيتامين أو يستخرج من الثمار زيت الزيتون ذو الفوائد العديد ؛ فهو يفيد الجهاز الهضمي عامة والكبد خاصة ويفضل كافة أنواع الدهون النباتية والحيوانية ولا يسبب امراضا للدورة الدموية او الشرايين كغيره من الدهون كما انه ملطف للجلد ويجعله ناعم الملمس ويدخل زيت الزيتون في العديد من الأغراض الصناعية والغذائية ، كما يدخل في تركيب أجود أنواع الصابون.
(٤٤٠) السام : الموت.