ذكر التواريخ من لدن آدم
عليه السلام
روى عبد الله بن قتيبة (٥٦٢) في كتاب المعارف (٥٦٣) أن آدم عاش ألف سنة ، وكان بين موته والطوفان ألفا سنة ومائتا سنة واثنتان وأربعون سنة ، وبين الطوفان وموت نوح ثلاثمائة وخمسون سنة ، وبين نوح وإبراهيم عليهما السلام ألفا سنة وأربعون سنة ، وبين إبراهيم وموسى تسعمائة سنة ، وبين موسى وداود خمسمائة سنة ، وبين داود وعيسى ألف سنة ومائتا سنة ، وبين عيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ستمائة سنة وعشرون سنة ، فيكون من عهد آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم سبعة آلاف سنة وثمانمائة سنة وسنتان ، ومن مولد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عامنا هذا : ثمانمائة وثلاث وستون سنة ، فيكون جملة التاريخ من عهد آدم إلى يومنا هذا وهو عام ثمانمائة واثنين وعشرين سنة من الهجرة ثمانية آلاف سنة وستمائة سنة وثلاثا وستين سنة.
__________________
(٥٦٢) ابن قتيبة ، أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينورى (٢١٣ ـ ٢٧٦ ه). ولد ابن قتيبة في بغداد ثم سكن الكوفة وولى قضاء الدينور مدة طويلة فنسب إليها ، وقضى معظم حياته في بغداد وأخذ من علمائها علوم الحديث والفقه واللغة والتفسير والنحو والأدب والأخبار وتوفي ببغداد ٢٧٦ ه ، ويعتبر ابن قتيبة من أئمة الأدب ومن المصنفين المكثرين ومن خير النماذج التي التي تمثل ثقافة القرن الثاني الهجري ومن مؤلفاته الكثيرة كتاب الشعر والشعراء.
(٥٦٣) كتاب المعارف : هذا الكتاب هو دائرة تمتزج فيها مختلف خطوط الكتابة التاريخية ؛ إذ نجد فيه فكرة كتابة تاريخ عالمي يبدأ بالخليفة وينتهي بالمعتصم. وتظهر فيه وجهة أصحاب الأخبار والأنساب في كتابة التاريخ ؛ كما أنه يتناول أيام العرب بإيجاز ويبدو فيه اهتمام الفقيه بطريقة الفتح هل هي صلح أم عنوة ؛ واستفاد ابن قتيبة في كتاب المعارف من مصادر مكتوبة ومن الروايات ومن الروايات الشفوية ؛ ولك سبيل انتقاء معلوماته التاريخية بعد نقد مصادرة. وتتميز مادته التاريخية بالحياد والتأكيد على الحقائق.