ذكر نزول عيسى بن مريم
عليهما السلام
المسلمون لا يختلفون في نزول عيسى بن مريم عليهما السلام آخر الزمان. وقد قيل في قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها)(٥٨١) إنه نزول عيسى. وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن عيسى نازل فيكم وهو خليفتي عليكم ، فمن أدركه فليقرئه سلامي ، فإنه يقتل الخنزير ويكسر الصليب ويحج في سبعين ألفا ، فيهم أصحاب الكهف فإنهم يحجون ، ويتزوج امرأة من الأزد ، ويذهب البغضاء والشحناء والتحاسد ، وتعود الأرض إلى هيئتها وبركاتها على عهد آدم عليه السلام حتى تترك القلاص فلا يسعى إليها أحد ، وترعى الغنم مع الذئب ، وتلعب الصبيان مع الحيات فلا تضرهم ، ويلقي الله العدل في الأرض في زمانه حتى لا تقرض فأرة جرابا ، وحتى يدعى الرجل إلى المال فلا يقبله وتشبع الرمانه السكن.
قالوا : وينزل عيسى عليه السلام وفي يده مشقص فيقتل به الدجال ، وقيل : إذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص ، واتبعهم المسلمون يقتلونهم ، فيقول الحجر والشجر : هذا يهودي خلفي إلا الغرقد من شجر اليهود ، قالوا : ويمكث عيسى عليه السلام أربعين سنة ، ويقال : ثلاثا وثلاثين سنة يصلى خلف المهدي ثم يخرج يأجوج ومأجوج.
بقية من خبر الدجال : عن فاطمة بنت قيس قالت : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحو الظهيرة ، فخطبنا فقال : إني لم أجمعكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن لحديث حدثنيه تميم الداري منعني سرور القائلة : حدثني أن نفرا من قومه ركبوا في البحر فأصابتهم ريح عاصف ألجأتهم إلى جزيرة. فإذا هم بدابة ، قالوا لها : ما أنت؟
__________________
(٥٨١) سورة الزخرف : آية ٦١.