ذكر طلوع الشمس من مغربها
قال بعض المفسرين في قوله تعالى : («يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً)(٥٨٥) قيل : هو طلوع الشمس من مغربها. وروينا عن أبي هريرة رضي الله عنه : أنه قال : ثلاث إذا خرجت لا ينفع نفسا إيمانها : طلوع الشمس من مغربها ؛ والدابة والدجال. وقالوا في صفة طلوعها من مغربها : إنه إذا كانت الليلة التي تطلع الشمس في صبيحتها من مغربها حبست فتكون تلك الليلة قدر ثلاث ليال. قالوا : فيقرأ الرجل جزءه ثم ينام ، ويستيقظ والنجوم راكدة والليل كما هو. فيقول بعضهم لبعض : هل رأيتم مثل هذه الليلة قط؟ ثم تطلع من مغربها كأنها علم أسود حتى تتوسط السماء ، ثم تعود بعد ذلك فتجري في مجراها الذي كانت تجري فيه. وقد أغلق باب التوبة إلى يوم القيامة.
وروي عن علي أنه قال : تطلع بعد ذلك من مشرقها مائة وعشرين سنة ، لكنها سنون قصار ، السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة. وكان كثير من الصحابة يترصدون طلوع الشمس من مغربها ، منهم حذيفة بن اليمان وبلال وعائشة ، رضي الله عنهم.
__________________
(٥٨٥) سورة الأنعام : آية ١٥٨.