ذكر خروج الدابة
قال الله عز وجل : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ)(٥٨٦) قال كثير من أهل العلم بالاخبار : إنها ذات وبر وريش وزغب ، فيها من كل لون ولها أربع قوائم ، رأسها رأس ثور وآذانها آذان فيل ، وقرونها قرون أيل ، وعنقها عنق نعامة وصدرها صدر أسد ، وقوائمها قوائم بعير ، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان ، وترفع الأسماء فلا يعرف أحد باسمه وهي تجلو وجه المؤمن بالعصا فيبيض ، وتختم على أنف الكافر فيفشو السواد فيه ، فيقال : يا مؤمن يا كافر.
وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : هي الدابة التي أخبر تميم الداري عنها. وعن الحسن أنه قال : سأل موسى ربه أن يريه الدابة ، فخرجت ثلاثة أيام ولم يدر أي طرفيها خرج؟ فقال موسى : يا رب ، رد هذا المتاع النفيس إلى مكانه لا حاجة لنا فيه. ويقال إنها تخرج بأجنادين (٥٨٧) عقيب الحاج ، تسير بالنهار وتقف بالليل ، يراها كل قائم وقاعد ، وإنها لتدخل المسجد وقد عاذ به المنافقون فتقول : أترون المسجد ينجيكم مني؟ هلا كان هذا بالأمس؟ والله أعلم.
__________________
(٥٨٦) سورة النمل : آية ٨٢.
(٥٨٧) أجنادين : موضع معروف بالشام من فلسطين من الرملة وبه للمسلمين مع الروم يوم مشهور (مراصد الاطلاع ، ج ١ ، ص ٣٣).