ذكر خروج يأجوج ومأجوج
قال الله عز وجل : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ)(٥٨٩) يعني السد. وجاء في الأخبار من صفاتهم وعددهم ما الله به عليم ، ولا يختلفون في أنهم بين مشارق الأرض وشمالها.
وروي عن مكحول أنه قال : المسكون من الأرض مسيرة مائة عام ، ثمانون منها ليأجوج ومأجوج ، وعشرة للسودان ، وعشرة لبقية الأمم. ويأجوج ومأجوج أمتان ، كل أمة أربعمائة ألف أمة ، لا تشبه أمة أخرى ، وعن الزهري (٥٩٠) أنهما ثلاث أمم : منسك ، وتأويل ، وتدريس. فصننف منهم كأمثال الشجر الطوال من الأرز ، وصنف منهم عرض أحدهم وطوله بالسواء ، وصنف منهم يفترش إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى.
وروي أن طول أحدهم شبر وأكبر. ويكون خروجهم بعد قتل عيسى الدجال. وإذا جاء الوقت جعل الله السد دكا ، كما ذكره عز وجل في كتابه ، فيخرجون وينتشرون في الأرض. وروي أنهم يكون أول مقدمتهم بالشام وساقتهم ببلخ. قال : ويأتي أو لهم البحيرة فيشربون ماءها ، ويأتي أوسطهم فيلحسون ما فيها من النداوة ، ويأتي آخرهم فيقولون : لقد كان هنا مرة ماء ويكون مكثهم في الأرض سبع سنين. ثم يقولون : قد قهرنا أهل الأرض فهلموا نقاتل سكان السماء ، فيرمون
__________________
(٥٨٩) سورة الكهف : آية ٩٨.
(٥٩٠) الزهري (٥٨ ـ ١٢٤ ه) هو محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب. من بني زهرة ، من قريش.تابعي من كبار الحفاظ والفقهاء مدني سكن الشام. هو اول من دون الأحاديث النبوية. ودون معها فقه الصحابة. قال أبو داود : جميع حديث الزهري (٢٢٠٠) حديث. أخذ عن بعض الصحابة. وأخذ عنه مالك بن أنس وطبقته. [تهذيب التهذيب ٩ / ٤٤٥ ـ ٤٥١ ؛ وتذكرة الحفاظ ١ / ١٠٢ ؛ والوفيات ١ / ٤٥١ ؛ والأعلام للزركلي ٧ / ٣١٧].