ذكر يوم القيامة والحشر والنشر
وتبديل الأرض غير الأرض وخي السماء ، وأحوال ذلك اليوم
قال الله عز وجل : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ ، وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ)(٦١٤). فأول من يحييه الله جل جلاله يوم القيامة إسرافيل لينفخ النفخة الثالثة لقيام الخلق كما تقدم. ثم يحيي رؤساء الملائكة ثم أهل السماء ، ويأمر جبريل وميكائيل وإسرافيل أن انطلقوا إلى رضوان خازن الجنان وقولوا له : إن رب العزة والجبروت والكبرياء مالك يوم الدين ، يأمرك أن تزين البراق (٦١٥) وترفع لواء الحمد وتاج الكرامة وسبعين حلة من حلل الجنة الفاخرة ، واهبطوا بها إلى قبر البشير النذير حبيبي محمد صلواتي وتسليمي عليه ، فنبهوه من رقدته وأيقظوه من نومته وقولا له : هلم إلى استكمال كرامتك واستيفاء منزلتك وارتفاعك على الأولين والأخرين ، وشفاعتك في المذنبين.
قال : فينطلقون إلى باب الجنة فيقرعونه فيقول رضوان : من بباب الجنة؟ فيقول : جبريل وميكائيل وإسرافيل وأتباعهم ، ويبلغ جبريل الرسالة ، فيقول : وأين القيامة؟ فيقول جبريل : هذا يوم القيامة. قال : فيقبل رضوان بالبراق ولواء الحمد وتاج الكرامة والحلل وتستبشر الحور والولدان ، ويرتفعن إلى أعالي القصور ويمجدن الملك الغفور ويفرحن بلقاء الأحباب ويشكرن رب الأرباب. ثم يأتي النداء من قبل الله عز وجل : يا رضوان زخرف الجنان ومر الحور العين أن يتزين بأكمل زينة
__________________
(٦١٤) سورة ابراهيم : آية ٤٨.
(٦١٥) البراق : دابة يركبها الأنبياء ، وركبها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء ، وفي الأثر أنها دابة أبيض بين البغل والحمار ، في فخذيه جناحان يدفع بهما رجله ، ويضع يده في منتهى طرفه ، ويقال سمي البراق لنصوع لونه وشدة بريقه وسرعته (لسان العرب ، وسيرة ابن هشام).