ذلك الأعرابي وهو يعلم علم اليقين بأنّ الأعرابي بريء لكنه قال : (إنّ في قتلك صلاح للرعية). (١) وكذلك في اتّهام حجر بن عدي الكنديّ (٢) وجماعته مما تسبب في قتلهم.
وكان معاوية ، هو أوّل خليفة في الإسلام ، بايع لولده (يزيد) بالخلافة وأوّل من وضع البريد ، وأوّل من خطب وهو جالس ، وأوّل من عمل المقصورة في المساجد وأوّل من أتخذ الخصيان في خدمته. (٣)
وكان معاوية قد الحقّ نسب زياد بن أبيه ، بابيه أبي سفيان ، ثمّ عينه أميرا على البصرة ، ثمّ على الكوفة والبصرة (العراقين) ، كما انه عهد بولاية العهد إلى ابنه يزيد (كما ذكرنا آنفا) والكلّ يعرف من هو يزيد ... يزيد الّذي قتل الحسين إبن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخذ عياله سبايا إلى الشام ، واستباح المدينة (٤) ... إضافة إلى لهوه ، وعبثه ، ومجونه ، وصبيانه ، وفي ذلك قال عبد الرحمن بن همّام السلوليّ : (٥)
فإن تأتوا برملة أو بهند |
|
نبايعها أميرة مؤمنينا |
إذا ما مات كسرى قام كسرى |
|
نعدّ ثلاثة متناسقينا |
فيا لهفا لو أنّ لنا أنوفا |
|
ولكن لا نعود كما عنينا |
إذا لضربتم حتّى تعودوا |
|
بمكّة تلعقون السحينا |
خشينا الفيض حتّى لو شربنا |
|
دماء بني أميّة ما روينا |
لقد ضاعت رعيتكم وأنتم |
|
تصيدون الأرانب غافلينا |
__________________
(١) الخضري بك ـ محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية. ج ٢ / ١٢٠.
(٢) حجر بن عدي : سوف نتكلم عنه عند ترجمة زياد بن أبيه.
(٣) السيوطي ـ تاريخ الخلفاء. ص ٢٢٨.
(٤) كانت وقعة الحرة سنة (٦٣) للهجرة وقتل فيها أولاد المهاجرين والأنصار (٣٠٦) وقتل فيها من الصحابة أيضا.
(٥) ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٤ / ٢٢٦ والمسعودي ـ مروج الذهب. ج ٣ / ٢٨.