القيامة بفلس). (١)
وكتب معاوية إلى (بسر بن أرطأة) العامري أن يذهب إلى المدينة ومعه ثلاثة آلاف رجل فيطرد أهلها ويهدّد كلّ من مرّ به وينهب مال كلّ من لم يكن في طاعة معاوية ، فذهب بسر ونفّذ كلّ ما أمره به معاوية حتّى وصل إلى المدينة وكان أميرها آنذاك (أبو أيّوب الأنصاريّ) فترك الأنصاريّ المدينة فدخلها بسر وصعد المنبر فقال : (يا أهل المدينة مثل السوء لكم قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كلّ مكان فكفرت بنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع ، شاهت الوجوه) ، ثمّ مازال يشتم حتّى نزل. (٢)
ومن النوادر الّتي حصلت لمعاوية أيّام حكمه نذكر منها : (بينما كان معاوية في مجلسه ، وأهل الشام حوله ، إذ أقبل عقيل بن أبي طالب فقال لهم معاوية : أتعرفون (أبا لهب) الّذي قال الله في حقه : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) من هو؟. فقال أهل الشام : لا.
فقال معاوية : (هو عم هذا) وأشار إلى عقيل.
فسمعه عقيل فقال في الحال : (أتعرفون امرأته الّتي قال الله فيها : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) من هي؟
فقالوا : لا. قال عقيل : (هي عمة هذا) (٣) وأشار بيده إلى معاوية.
ويحكى أيضا : أنّ رجلا من أهل الكوفة ذهب إلى دمشق أيّام معاوية وكان راكبا بعيره فأدّعى رجل من أهل دمشق وقال : (هذه ناقتي) وقد أخذت منيّ بصفّين فرفع الأمر إلى معاوية وقدّم الدمشقي خمسين
__________________
(١) الآبي ـ نثر الدرر. ج ٢ / ٢٠٦.
(٢) تاريخ اليعقوبي. ج ٢ / ١٩٧.
(٣) ابن خلكان ـ وفيات الأعيان. ج ٦ / ١٥٦.