بالوعود والأماني). (١)
وعند ما التقى الجيشان ، وبدأت المعارك بينهما ، انهزم ابن حمزة من المعركة فانهزم الناس بعده ، وبقي عبد الله بن معاوية يحارب لوحده ، فقال : (٢)
تفرّقت الضباء على خراش |
|
فلا يدري خراش ما يصيد |
ثمّ رجع ابن معاوية إلى الكوفة ، ومنها ذهب إلى المدائن ، فبايعه أهلها ، ثمّ استولى على حلوان ، والدينور ، ونهاوند ، وهمدان ، وقومس ، وأصبهان والريّ.
وعند ما وصل ابن معاوية إلى (الريّ) التحق به جماعة من أهل الكوفة ، وجعل محل إقامته في (أصبهان) وبايعه كثير من الناس ، ثمّ تحوّل من أصبهان ، وجعل مقرّه في (اصطخر) فجاءه بنو هاشم ، منهم : أبو العباس السفّاح وأخوه أبو جعفر المنصور وسليمان بن هشام بن عبد الملك ، وعندها قال ابن معاوية : (٣)
ألا تزغ القلب عن جهله |
|
وعمّا تؤنب من أجله |
فأبدل بعد الصبا حلمه |
|
وأقصر ذو العذل عذله |
فلا تركبنّ الصنيع الّذي |
|
تلوم أخاك على مثله |
ولا يعجبنّك قول امرئ |
|
يخالف ما قال في فعله |
ولا تتبع الطرف ما لا تنال |
|
ولكن سل الله من فضله |
فكم من مقلّ ينال الغنى |
|
ويحمد في رزقه كلّه |
ثم استقرّ عبد الله بن معاوية في (أصبهان) حيث تمّت له البيعة هناك ، فأخذ يكتب إلى الأمصار ، يدعو إلى بيعته ، فجاءته وجوه قريش من بني
__________________
(١) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ١٢ / ٢٢٩. ومقاتل الطالبيين. ص ١٦٦.
(٢) نفس المصدرين السابقين.
(٣) أبو الفرج الأصبهاني ـ مقاتل الطالبيين. ص ١٦٣.