أنى علمت إذا علمته ذهبا سلم لعملته ، وتصدق فى الحرمين بمال جزيل ، وأعطى فقراء مكة والمدين جراية لمدة سنة ، وقيل كان ذلك من سلطان شاه ، نذر لله أن يفعل ذلك فى مقابلة سلامة نظره بعد الكحل وإفلاته من الحبس ، وسلامة إخوته من الكحل. انتهى.
٧٢٧ ـ إبراهيم بن مسعود بن إبراهيم بن سعيد الإربلى القاهرى ، الشيخ برهان الدين ، المعروف بالمسرورى المقرى :
نزيل مكة ، وشيخ القراء بها ، ويعرف أيضا بابن الجابى.
ولد فى ذى القعدة سنة اثنتين وستين وستمائة بالقاهرة ، بخان مسرور منها ، ولذلك قيل له المسرورى.
وسمع من النجيب الحرانى : الجزء الأول والثانى من مشيخته تخريج الشريف عز الدين الحسينى ، فى سنة تسع وستين وستمائة.
وسمع فى سنة خمس وسبعين ، على القاضى عماد الدين على بن صالح ، المعروف بابن أبى عمامة المصرى : مسند الشافعى ، وحدث به عنه ، وحدث عن القاضى شمس الدين محمد بن العماد إبراهيم بن عبد الواحد المقدسى ، وأخذ القراءات عن جماعة منهم : الشطنوفى ، والتقى الصائغ وغيرهم ، وأتقنها قراءة عليه العلامة فخر الدين المصرى ، وجدى القاضى أبو الفضل النويرى ـ وسمع عليه المسند ـ وغيرهما من أعيان الحرمين وغيرهما. ذكره الذهبى ـ فيما وجدت بخطه ـ فى القراء على التقى الصائغ وقال : شيخ القراء بمكة.
وذكر ابن فرحون فى كتابه «نصيحة المشاور» : أنه تصدر للإقراء بالحرم الشريف النبوى ، وانتفع الناس به بعد إقامة طويلة بمكة ، وأن القاضى شرف الدين الأميوطى استنابه فى الإمامة والخطابة مدة غيبته فى القاهرة سنة اثنتين وأربعين ، قال : وكان قد كفّ فى آخر عمره فصبر واحتسب. انتهى.
توفى فى الثالث والعشرين من جمادى الأولى سنة خمس وأربعين وسبعمائة بالمدينة النبوية ، ودفن بالبقيع.
كتبت وفاته ومولده وشيوخه فى القراءات ، وقراءة الفخر المصرى عليه ، من ذيل
__________________
٧٢٧ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ١ / ٨٩).