ومولده سنة تسع وسبعمائة. وتوفى سنة أربع وسبعين وسبعمائة. انتهى. وكانت وفاته بمكة.
١٠٤٠ ـ الحسين بن على بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الحسنى :
صاحب الوقعة بفخ ، ظاهر مكة. ظهر بالمدينة فى تسع وستين ومائة ، وطرد عنها عامل المهدى. وكان سبب ذلك ، أن الهادى استعمل على المدينة عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمرى ، فلما وليها ، أخذ أبا الزفت الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن ، ومسلم بن جندب الشاعر الهذلى ، وعمر بن سلام ، مولى آل عمر ، على شراب لهم ، فأمر بهم ، فضربوا جميعا ، وجعل فى أعناقهم حبالا ، وطيف بهم فى المدينة ، فجاء الحسين بن على إلى العمرى ، فقال له : قد ضربتهم ، ولم يكن لك أن تضربهم ؛ لأن أهل العراق لا يرون به بأسا ، فلم تطوف بهم؟ ، فأمر بهم فردهم وحبسهم.
ثم إن الحسن بن على ، ويحيى بن عبد الله بن الحسن ، كفلا الحسن بن محمد ، فأخرجه العمرى من الحبس ، وقد كان ضمن بعض بنى أبى طالب بعضا ، وكانوا يعرضون ، فغاب الحسن بن محمد عن العرض يومين ، فأحضر الحسين بن علىّ ، ويحيى بن عبد الله ، وسألهما عنه وأغلظ لهما ، فحلف له يحيى أنه لا ينام حتى يأتيه به أو يدق عليه باب داره ، حتى يعلم أنه جاءه به ، فلما خرجا ، قال له الحسين : سبحان الله ، ما دعاك إلى هذا؟ ومن أين تجد حسنا؟ حلفت له بشىء لا تقدر عليه!. قال : والله لا بت حتى أضرب عليه باب داره بالسيف ، فقال له الحسين : إن هذا ينقض ما كان بيننا وبين أصحابنا من الميعاد ـ وكانوا قد تواعدوا على أن يظهروا بمكة ومنى فى المواسم ـ فقال يحيى : قد كان ذلك ، فانطلقا وعملا فى ذلك من ليلتهم ، وخرجوا آخر الليل. وجاء يحيى ، حتى ضرب على العمرى باب داره ، فلم يجبه ، وجاءوا فاقتحموا المسجد وقت الصبح.
فلما صلى الحسين الصبح ، أتاه الناس فبايعوه على كتاب الله وسنة نبيهصلىاللهعليهوسلم ، للمرتضى من آل محمد ، وجاء خالد اليزيدى فى مائتين من الجند ، وجاء العمرى ، ووزير إسحاق الأزرق ، ومحمد بن واقد السروى ، ومعهم ناس كثير ، فدنا خالد منهم ، فقام إليه
__________________
١٠٤٠ ـ انظر ترجمته فى : (التحفة اللطيفة ١ / ٦٠٥ ، الكامل لابن الأثير ٥ / ٧٤) ،