١٠٤٢ ـ الحسين بن على بن أبى طالب الهاشمى ، أبو عبد الله ، سبط النبىصلىاللهعليهوسلم ، وريحانته من الدنيا ، وأحد سيدى شباب أهل الجنة :
ولد فى شعبان سنة أربع من الهجرة. وقيل : ولد لست سنين وخمسة أشهر ونصف من الهجرة. وكان فاضلا كثير الصلاة والصوم والحج ، وحج خمسا وعشرين حجة ماشيا. وكان مكثرا من الصدقة ومن جميع أفعال الخير ، أبى النفس ، ولم يبايع ليزيد بن معاوية لما طلبت البيعة منه فى حياة أبيه ولا بعد موته ، وفر إلى مكة ، وجاءته كتب أهل الكوفة يحثونه على المسير إليهم. فبعث إليهم مسلم بن عقيل بن أبى طالب ، ليختبر له الأمر ، فبايعه منهم اثنا عشر ألفا ، ثم تخلوا عنه عند ما ولى عبيد الله بن زياد الكوفة ليزيد بن معاوية ، وقتل مسلم بن عقيل ، وجهز ألفى فارس مع عمر بن سعد بن أبى وقاص لقتال الحسين ، وكان قد خرج من مكة فى العشر الأول من ذى الحجة سنة ستين ، ومعه أهل بيته وستون شيخا من أهل الكوفة ، بعد أن نهاه عن ذلك أقاربه وغيرهم فأبى ، فقال : إنى رأيت رؤيا أمرنى فيها النبى صلىاللهعليهوسلم بأمر وأنا ماضى له ، ولست بمخبر بها أحدا حتى ألاقى عملى.
ولما قرب من القادسية ، بلغه خبر مسلم بن عقيل ، فهم أن يرجع ، فقال إخوته : والله ما نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل ، فقال : لا خير فى الحياة بعدكم ، وسار حتى لقيته خيل عبيد الله بن زياد ، فقال الحسين لمقدمهم : اختر واحدة من ثلاث : إما أن تدعونى فألحق بالثغور ، وإما أن تدعونى فأذهب إلى يزيد ، وإما أن تدعونى فأذهب من حيث جئت ، فقبل منه ذلك ، وكتب به إلى عبيد الله بن زياد ، فكتب عبيد الله : لا ، ولا كرامة ، حتى يضع يده فى يدى. فقال الحسين : لا ، والله لا يكون ذلك أبدا ، فقاتلوه ، فقتل أصحاب الحسين كلهم ، وكانوا خمسة وأربعين فارسا ونحو مائة رجل ، وقتل من أهل بيته سبعة عشر شابا ، وقاتله حتى قتل رضى الله عنه.
وكان قتله يوم عاشوراء سنة إحدى وستين ، قاله جماعة كثيرون. واختلف فى يوم
__________________
١٠٤٢ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٥٧٤ ، الإصابة ترجمة ١٧٢٩ ، أسد الغابة ترجمة ١١٧٣ ، نسب قريش ٥٧ ، الجرح والتعديل ٣ / ٥٥ ، المحبر ٦٦ ، التاريخ الكبير ٢ / ٣٨١ ، طبقات خليفة ترجمة ٩ ، ١٤٨٣ ، ١٩٦٩ ، مروج الذهب ٣ / ٢٤٨ ، الأغانى ١٤ / ١٦٣ ، المستدرك ٣ / ١٧٦ ، الحلية ٢ / ٣٩ ، جمهرة أنساب العرب ٥٢ ، الكامل ٤ / ٤٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١ / ١٦٢ ، تهذيب الكمال ٢٩٠ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٣٤٠ ، خلاصة تذهيب الكمال ٧١ ، شذرات الذهب ١ / ٦٦ ، تهذيب ابن عساكر ٤ / ٣١٤).